قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيا أو فقرا منسيا أو مرضا مفسدا أو هرما مقيدا أو موتا مجهزا أو الدجال فالدجال شر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى و أمر .
و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك و صحتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك .
و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ .
أي أنه لا يغتنمهما ثم يعرف قدرهما عند زوالهما .
و قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : من خاف أدلج و من أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة .
و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) معنى جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه .
و كان (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أنس من أصحابه غفلة أو غرة نادى فيهم بصوت رفيع أتتكم المنية راتبة لازمة إما بشقاوة و إما بسعادة .
و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا النذير و الموت المغير و الساعة الموعد.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن النور إذا دخل الصدر انفسح فقيل له هل لذلك علامة فقال نعم التجافي عن دار الغرور و الإنابة إلى دار الخلود و الاستعداد للموت قبل نزوله قال الله تعالى الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا أي أيكم أكثر للموت ذكرا و أحسن له استعدادا و أشد منه خوفا و حذرا .
و قيل ما من صباح و لا مساء إلا و مناد ينادي أيها الناس الرحيل الرحيل و تصديق ذلك قوله تعالى إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ في الموت .
و قال بعضهم التؤدة في كل شيء خير إلا في أعمال الآخرة .
قال بعض المفسرين في قوله تعالى فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ قال بالشهوات و اللذات وَ تَرَبَّصْتُمْ قال بالتوبة وَ ارْتَبْتُمْ قال شككتم حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قال الموت و غركم بالله الغرور.
قال الحسن تصبروا تسددوا فإنما هي أيام قلائل و إنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى الرحيل منكم فيجيب و لا يلتفت فانتقلوا بصالح ما بحضرتكم .
و قال آخر : ما منكم من أحد أصبح إلا و هو ضيف و ماله عارية و الضيف مرتحل و العارية مؤداة .
دخل بعضهم على الحسن في مرضه الذي مات فيه فقال مرحبا و أهلا و حياكم الله بالسلام و أحلنا و إياكم دار المقام هذه علامة حسنة إن صبرتم و صدقتم و أيقنتم فلا يكن حظكم من هذا الخبر رحمكم الله أن تسمعوه بهذه الأذن و تخرجوه من هذه الأذن فإنه من رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد رآه غاديا و رائحا لم يضع لبنة على لبنة و لا قصبة على قصبة و لكن رفع له علم فشمر إليه الوحا الوحا النجا النجا على ما تعرجون فرحم الله امرأ جعل العيش عيشا واحدا فأكل كسرة و لبس خلقا و لصق بالأرض و اجتهد في العبادة و بكى على الخطيئة و هرب من العقوبة و ابتغى الرحمة حتى يأتيه أجله على ذلك .
سئل بعضهم فقال يا هذا لا يشغلنك كثرة الناس عن نفسك فإن الأمر يخلص إليك دونهم و لا تقل أذهب هاهنا فينقطع عليك النهار في لا شيء فإن الأمر محفوظ عليك و لم تر شيئا قط أحسن طلبا و لا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم .
ألا أيهذا اللائم أحضر الوغى *** و إن تشهد اللذات هل أنت مخلد