حق لمن مات ولده أو قريب من أقاربه أن يركن في نفسه في تقدمه عليه في الموت أنهما كانا في سفر فسبقه ولده إلى البلد الذي فيه مستقره و وطنه فإنه لا يعظم عليه تأسفه لأنه لاحق به على القرب و ليس بينهما إلا تقدم و تأخر و هكذا الموت فإن معناه السبق إلى الوطن إلى أن يلحق المتأخر و إذا اعتقد هذا قل جزعه و حزنه و لا سيما و قد ورد في موت الولد من الثواب ما يعزى به كل مصاب .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لأن أقدم سقطا أحب إلي من أن أخلف مائة فارس كلهم يقاتل في سبيل الله فإنما ذكر السقط تنبيها بالأدنى على الأعلى و إلا فالثواب على قدر محل الولد من القلب .
قيل توفي لداود (عليه السلام) ولد فحزن عليه حزنا شديدا فقيل له ما عدله عندك قال ملء الأرض ذهبا قيل له فإن لك من الأجر مثل ذلك .
و قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنة من النار فقالت امرأة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و اثنان قال (صلى الله عليه وآله وسلم) أو اثنان و ليخلص الوالد الدعاء لولده عند الموت فإنه أرجى دعاء و أقربه إجابة .
وقف بعضهم على قبر ولده فقال اللهم إني أصبحت أرجوك له و أخافك عليه فحقق رجائي و آمن خوفي .
وقف آخر على قبر ولده فقال اللهم إني قد وهبت له ما قصر فيه من بري فهب له ما قصر فيه من طاعتك .