قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : عمل الأبرار من الرجال الخياطة و عمل الأبرار من النساء الغزل .
و كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يخيط ثوبه و يخصف نعله و كان أكثر عمله في بيته الخياطة .
وقف علي (عليه السلام) على خياط فقال : يا خياط ثكلتك الثواكل صلب الخيوط و دقق الدروز و قارب الغرز فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول يحشر الله الخياط الخائن و عليه قميص و رداء مما خاط و خان فيه و احذروا السقاطات فإن صاحب الثوب أحق بها و لا تتخذ بها الأيادي تطلب المكافأة .
كان أيوب السجستاني يقول : يا فتيان احترفوا فإني لا آمن عليكم أن تحتاجوا إلى القوم يعني الأمراء .
خاط بعضهم ثوبا قد تنوق فيه فرد عليه بعيب فبكى فقال له المشتري لا تبك فقد رضيت به فقال لا أبكاني إلا أني قد تنوقت فيه فرد علي بالعيب فأخاف أن يرد علي عملي الذي قد عملته من أربعين سنة .
كان بعضهم يقول إذا رخص الطعام كفاني رغيفان و إذا غلى كفاني رغيف فلو لا المسلمون لما باليت بغلاء و لا رخص .
و قيل إن الله يحب العبد يتخذ المهنة فيستغني بها عن الناس و يبغض العبد يتعلم العلم يتخذه مهنة .
و قيل ويل للتاجر من لا و الله و بلى و الله و ويل لعامل يد من غد و بعد غد.
مر داود (عليه السلام) بإسكاف فقال : يا هذا اعمل و كل فإن الله يحب من يعمل و يأكل و لا يحب من يأكل و لا يعمل .
بعضهم إذا لم يكن للعالم حرفة و لا عقار كان شرطيا لهؤلاء الظلمة .
سأل داود (عليه السلام) عن نفسه في الخيفة فقالوا نعم العبد إلا أنه يأكل من أموال بني إسرائيل فسأل الله أن يعلمه عملا فعلمه اتخاذ الدروع .
و كان سليمان (عليه السلام) : يعمل القفاف و يبيعها و يأكل ثمنها.
بعضهم إني لأرى الرجل يعجبني فأقول هل له حرفة فإن قالوا لا سقط من عيني.
جاء في تفسير قوله تعالى لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ إنهم كانوا حدادين و خرازين فكان أحدهم إذا رفع المطرقة أو غرز الأشفى فيسمع الأذان لم يخرج الأشفى من المغرز و لم يضرب بالمطرقة و رمى بها و قام إلى الصلاة.