عبد الله بن عمر قال : جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا رسول الله ما عمل أهل الجنة فقال الصدق إذا صدق العبد بر و إذا بر أمن و إذا أمن دخل الجنة فقال يا رسول الله ما عمل أهل النار قال الكذب إذا كذب العبد فجر و إذا فجر كفر و إذا كفر دخل النار .
و عنه (عليه السلام) : الصدق يهدي إلى البر و البر يهدي إلى الجنة و إن المرء ليتحري الصدق حتى يكتب صديقا .
عائشة قالت : سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بم يعرف المؤمن قال بوقاره و لين كلامه و صدق حديثه .
خطب المهدي يوما فقال يا عباد الله اتقوا الله فقام رجل فقال و أنت فاتق الله فإنك تعمل بغير الحق فأخذ الرجل فأدخل عليه فقال يا ابن الفاعلة تقول لي و أنا على المنبر اتق الله فقال الرجل سؤة لك لو غيرك قالها كنت المستعدي عليه قال ما أراك إلا نبطيا قال ذاك أوكد للحجة عليك أن يكون نبطي يأمرك بتقوى الله .
قال بعضهم للمهدي اعلم أن دوابك التي تركب تمسح بالمناديل و يبرد لها الماء و تنقى لها العلف ليعجبك شحومها و بريقها و حسن ألوانها و دينك أعجف قاتم أغبر و الله لو رأيته لساءك منظره .
أتي المنصور ببشر الرحال و مطر الوراق مكبلين و قد كانا خرجا مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن قال لبشر أنت القائل أجد في قلبي غما لا يذهبه إلا برد عدل أو حر سنان قال نعم قال فو الله لأذيقنك حر سنان يشيب منه رأسك قال إذا أصبر صبرا يذل به سلطانك فقطعت يده فما قطب و لا تجلجل و قال لمطر يا ابن الزانية قال إنك لتعلم أنها خير من سلامة هي أم المنصور قال يا أحمق قال ذاك من باع دينه بدنياه فرمى به من سطح فمات.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له أ لم أصح بدنك و أروك من الماء البارد .
عن علي (عليه السلام) في قول الله تعالى لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قال : الأمن و الصحة و العافية .
عن ابن عباس : صحة الأبدان و الأسماع و الأبصار يسأل الله تعالى العباد فيما استعملوها و هو أعلم بذلك .
عنه (عليه السلام) : كم من نعمة لله في عرق ساكن.
ابن السماك : أيها المغرور بصحته و نشاطه أ ما علمت أن الأرواح يغدى عليها بالمنايا و تراح أشد الناس حسابا الصحيح الفارغ إذا أكلت قفارك فاذكر العافية و اجعلها إدامك .
قبيصة بن ذويب : كنا نسمع نداء عبد الملك من وراء الحجرة في مرضه يا أهل النعم لا تستقلوا شيئا من النعم مع العافية.
و روي : أنه لما حضرته الوفاة أمر فصعد به إلى أرفع سطح في داره فقال يا دنيا ما أطيب ريحك يا أهل العافية لا تستقلوا شيئا منها إذا كان السرب آمنا لم يكن الشرب آجنا .
و قيل لبعض العلماء لو تحركت فتذكر كما ذكر غيرك .
قال لما رأيت معالي الأمور مشفوعة بالمتالف اقتصرت على الخمول ضنا مني بالعافية .
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : من فتح على نفسه باب مسألة من غير فاقة نزلت به أو عيال يطيقهم فتح الله عليه بابا من فاقة من حيث لا يحتسب.
ثوبان قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من يتقبل لي واحدة أتقبل له الجنة فقال إنا لا نسأل الناس شيئا فكان ثوبان إذا سقط سوطه لم يأمر أحدا أن يناوله و ينزل هو فيأخذه .
أصابت أنصاريا حاجة فأخبر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال ائتني بما في منزلك و لا تحقر شيئا فأتاه بحلس و قدح فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من يشتريهما فقال رجل هما علي بدرهم فقال من يزيد فقال رجل هما بدرهمين فقال هما لك ابتع بأحدهما طعاما لأهلك و ابتع بالآخر فأسا فأتاه بفأس فقال (عليه السلام) من عنده نصاب لهذا الفأس فقال أحدهم عندي فأخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأثبته بيده فقال اذهب و احتطب و لا تحقرن شوكا و لا رطبا و لا يابسا ففعل ذلك خمس عشرة ليلة فأتاه و قد حسنت حاله فقال (عليه السلام) هذا خير من أن تجيء يوم القيامة و في وجهك كدوح الصدقة .
دخل النجار العدوي على معاوية في عبائه فاقتحمته عينه فقال ليست العباءة تكلمك إنما تكلمك من فيها ثم تكلم فملأ سمعه و نهض و لم يسأله حاجة فقال ما رأيت رجلا أحقر أولا و لا أجل آخرا منه .
سأل الفضل بن الربيع إلى أبي عباد حاجة في نكبته فأرتج عليه فقال له أ بهذا اللسان دبرت خليفتين فقال يا أبا عباد إنا اعتدنا أن نسأل و لم نعتد أن نسأل.
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن فحسب الرجل من طعمه ما أقام به صلبه أما إذا أبيت ابن آدم فثلث طعام و ثلث شراب و ثلث نفس .
و عنه (عليه السلام) : من قل طعمه صح بطنه و صفا قلبه و من كثر طعمه سقم بطنه و قسا قلبه .
و عنه (عليه السلام) : لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام و الشراب فإن القلب يموت كالزرع إذا كثر عليه الماء .
عوف بن أبي جحيفة عن أبيه قال : أكلت يوما ثريدا و لحما سمينا ثم أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أنا أتجشأ فقال احبس جشاك يا أبا جحيفة إن أكثركم شبعا في الدنيا أكثركم جوعا في الآخرة قال فما أكل أبو جحيفة ملأ بطنه حتى قبض الله روحه .
أكل علي (عليه السلام) تمر دقل و شرب عليه الماء و ضرب على بطنه و قال من أدخل بطنه النار فأبعده الله .
بعضهم : لقد أدركت أقواما ما كان يأكل أحدهم إلا في ناحية بطنه ما شبع رجل منهم من طعام حتى فارق الدنيا كان يأكل فإذا قارب شبعه أمسك عيسى (عليه السلام) : يا بني إسرائيل لا تكثروا الأكل فإنه من أكثر الأكل أكثر النوم و من أكثر النوم أقل الصلاة و من أقل الصلاة كتب من الغافلين.
قيل لبعضهم ما تقول في الإنسان قال ما أقول فيمن إذا جاع ضرع و إذا شبع طغا .
دخل بعضهم على بعض الخلفاء و هو يأكل بالملعقة فقال حدثت عن جدك في قوله تعالى وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ قال جعلنا لهم أيديا يأكلون بها فكسر الملعقة.
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : أكرموا الخبز فإن الله أكرمه و سخر له بركات السماوات و الأرض .
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : من أكل و ذو عينين ينظر إليه و لم يواسه ابتلي بداء لا دواء له .
بعضهم : ما شبع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من هذه البرة السمراء حتى فارق الدنيا .
كنا نسمع أن إحدى مواجب الرحمة إطعام الأخ المسلم الجائع .
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : من لقط شيئا من الطعام فأكله حرم الله جسده على النار .
أنس رفعه : إن من السرف أن تأكل كلما اشتهيت .
قيل دخل بعضهم على أخ له و هو يأكل لحما فقال ما هذا فقال قرمنا إليه قال ويحك قرمت إلى شيء فأكلته كفى بالمرء شرا أن يأكل ما يشتهي .
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبيت طاويا ليالي ما له و لا لأهله عشاء و كان غاية طعامه الشعير.
عائشة : و الذي بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق ما كان لنا منخل و لا أكل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خبزا منخولا منذ بعثه الله إلى أن قبض قلت و كيف تأكلون الشعير قالت كنا نقول أف أف قالت ما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رغيفا محورا حتى لقي الله عز و جل .
أبو هريرة : ما شبع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا.
عن جابر يرفعه : نعم الإدام الخل و كفى بالمرء إثما أن يسخط ما قرر إليه.
قيل ما اجتمع عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إدامان إلا أكل أحدهما و تصدق بالآخر ما كان يجتمع لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لونان في لقمة في فمه إن كان لحما لم يكن خبزا و إن كان خبزا لم يكن لحما .
عن الأسود و علقمة قالا : دخلنا على أمير المؤمنين (عليه السلام) و بين يديه طبق من خوص عليه قرص أو قرصان من شعير و إن أسطار النخالة لتبين في الخبز و هو يكسر على ركبتيه و يأكل بملح جريش فقلنا لجارية له سوداء اسمها فضة ألا نخلت هذا الدقيق لأمير المؤمنين (عليه السلام) فقالت أ يأكل هو المهنأ و يكون الوزر في عنقي فتبسم (عليه السلام) و قال أنا أمرتها ألا تنخله قلنا و لم يا أمير المؤمنين قال ذلك لأجدر أن تذل النفس و يقتدي بي المؤمن و ألحق بأصحابي .
المدائني : كانت العرب لا تعرف الألوان إنما طعامهم اللحم يطبخ بماء و ملح حتى كان زمن معاوية فاتخذ الألوان و تنوق فيها و ما شبع مع كثرة ألوانه حتى مات لدعاء رسول الله (عليه السلام) .
على المضيف أن يري الضيف بيت الماء و يعلمه مواقيت الصلاة .
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ابدأ بالملح و اختم به فإن فيه شفاء من سبعين داء .
من كانت همته أكله كانت قيمته ما أكله.
قال لقمان لابنه كل أطيب الطعام و نم على أوطأ الفراش أراد أكثر الصيام و أطل القيام تستطيب الطعام و تستمهد الفراش.
أمير المؤمنين (عليه السلام) : لئن أجمع إخواني على صاع من طعام أحب إلي من أن أعتق رقبة .
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : من أطعم أخاه حتى يشبعه و سقاه حتى يرويه أبعده الله من النار سبع خنادق ما بين الخندقين مسيرة سبعمائة عام لا بأس أن يدخل الرجل دار أخيه و يستطعم للصداقة الوكيدة .
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا يقدمون الكسر اليابسة و حشف التمر و يقولون ما ندري أيهما أعظم وزرا الذي يحتقر ما يقدم إليه أم الذي يحتقر ما عنده أن يقدمه .
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : من لقم أخاه لقمة حلوا رد الله عنه مرارة الموقف يوم القيامة .
بعضهم إذا كان خبزك جيدا و ماؤك باردا و خلك حامضا فلا مزيد .
ابن عباس رضي الله عنه : رفعه قال إذ أكل أحدكم طعاما فلا يمسح يده حتى يلعقها .
و عن كعب بن مالك : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يلعق أصابعه الثلاث بعد الطعام .
قيل دخل بعضهم السوق و معه رفيق له فرأى السوق مزينا بألوان الفواكه فقال هب أن هذه كانت بالأمس أي تصير عاقبتها ما تعرف .
ابن عباس رضي الله عنه : قال من سره أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور الطعام .