قد قدمنا في الفصل الرابع عشر من كتاب فلاح السائل و نجاح المسائل في عمل اليوم و الليلة ما يقال قبل دخول المسجد و عند دخوله و بعد دخوله و عند استقبال القبلة و غير ذلك فيعمل على ما هناك و حيث قد ذكرنا هاهنا فضل السبق إلى دخول المسجد يوم الجمعة و إن كان مفهوم الحديث الذي رويناه أن دخوله يكون لصلاة الجمعة مع الإمام و ربما احتمل الحث على تعجيل دخول المسجد يوم الجمعة على كل حال للصلاة و العبادة و صواب المرام فلنذكر الآن حديثا مختصرا في صفة دخول المسجد لتباعد ما بين الفصل الرابع عشر و بين هذا المكان و فيه بعض ما ذكرناه حدث أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري قال حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله قال حدثنا رجاء بن يحيى بن سامان العبرتائي الكاتب قال هذا مما خرج من دار سيدنا أبي محمد الحسن بن علي صاحب العسكر الآخر (ع) في سنة خمس و خمسين و مائتين قال إذا أردت دخول المسجد فقدم رجلك اليسرى قبل اليمنى في دخولك و قل بسم الله و بالله و من الله و إلى الله و خير الأسماء لله توكلت على الله و لا حول و لا قوة إلا بالله اللهم افتح لي أبواب رحمتك و توبتك و أغلق عني أبواب معصيتك و اجعلني من زوارك و عمار مساجدك و ممن يناجيك بالليل و النهار و من الذين هم على صلاتهم يحافظون و ادحر عني الشيطان الرجيم و جنود إبليس أجمعين القول عند التوجه إلى القبلة بالإسناد قال و إذا توجهت القبلة فقل اللهم إليك توجهت و رضاك طلبت و ثوابك ابتغيت و بك آمنت و عليك توكلت اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك و ثبت قلبي على دينك و دين نبيك و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني و هب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب