فإنّ النّاس قدْ تغيّر كثير منْهمْ عنْ كثير منْ حظّهمْ فمالوا مع الدّنْيا و نطقوا بالْهوى و إنّي نزلْت منْ هذا الْأمْر منْزلا معْجبا اجْتمع به أقْوام أعْجبتْهمْ أنْفسهمْ و أنا أداوي منْهمْ قرْحا أخاف أنْ يكون علقا و ليْس رجل فاعْلمْ أحْرص على جماعة أمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) و ألْفتها منّي أبْتغي بذلك حسْن الثّواب و كرم الْمآب و سأفي بالّذي وأيْت على نفْسي و إنْ تغيّرْت عنْ صالح ما فارقْتني عليْه فإنّ الشّقيّ منْ حرم نفْع ما أوتي من الْعقْل و التّجْربة و إنّي لأعْبد أنْ يقول قائل بباطل و أنْ أفْسد أمْرا قدْ أصْلحه اللّه فدعْ ما لا تعْرف فإنّ شرار النّاس طائرون إليْك بأقاويل السّوء و السّلام .