أمّا بعْد فإنّ اللّه سبْحانه قدْ جعل الدّنْيا لما بعْدها و ابْتلى فيها أهْلها ليعْلم أيّهمْ أحْسن عملا و لسْنا للدّنْيا خلقْنا و لا بالسّعْي فيها أمرْنا و إنّما وضعْنا فيها لنبْتلي بها و قد ابْتلاني اللّه بك و ابْتلاك بي فجعل أحدنا حجّة على الْآخر فعدوْت على الدّنْيا بتأْويل الْقرْآن فطلبْتني بما لمْ تجْن يدي و لا لساني و عصيْته أنْت و أهْل الشّام بي و ألّب عالمكمْ جاهلكمْ و قائمكمْ قاعدكمْ فاتّق اللّه في نفْسك و نازع الشّيْطان قيادك و اصْرفْ إلى الْآخرة وجْهك فهي طريقنا و طريقك و احْذرْ أنْ يصيبك اللّه منْه بعاجل قارعة تمسّ الْأصْل و تقْطع الدّابر فإنّي أولي لك باللّه أليّة غيْر فاجرة لئنْ جمعتْني و إيّاك جوامع الْأقْدار لا أزال بباحتك حتّى يحْكم اللّه بيْننا و هو خيْر الْحاكمين .