أمّا بعْد فإنّك ممّنْ أسْتظْهر به على إقامة الدّين و أقْمع به نخْوة الْأثيم و أسدّ به لهاة الثّغْر الْمخوف فاسْتعنْ باللّه على ما أهمّك و اخْلط الشّدّة بضغْث من اللّين و ارْفقْ ما كان الرّفْق أرْفق و اعْتزمْ بالشّدّة حين لا تغْني عنْك إلّا الشّدّة و اخْفضْ للرّعيّة جناحك و ابْسطْ لهمْ وجْهك و ألنْ لهمْ جانبك و آس بيْنهمْ في اللّحْظة و النّظْرة و الْإشارة و التّحيّة حتّى لا يطْمع الْعظماء في حيْفك و لا ييْأس الضّعفاء منْ عدْلك و السّلام .