و قدْ عرفْت أنّ معاوية كتب إليْك يسْتزلّ لبّك و يسْتفلّ غرْبك فاحْذرْه فإنّما هو الشّيْطان يأْتي الْمرْء منْ بيْن يديْه و منْ خلْفه و عنْ يمينه و عنْ شماله ليقْتحم غفْلته و يسْتلب غرّته و قدْ كان منْ أبي سفْيان في زمن عمر بْن الْخطّاب فلْتة منْ حديث النّفْس و نزْغة منْ نزغات الشّيْطان لا يثْبت بها نسب و لا يسْتحقّ بها إرْث و الْمتعلّق بها كالْواغل الْمدفّع و النّوْط الْمذبْذب .
فلمّا قرأ زياد الْكتاب قال : شهد بها و ربّ الْكعْبة ، و لمْ تزلْ في نفْسه حتّى ادّعاه معاوية .
قال الرضي : قوله (عليه السلام) الواغل هو الذي يهجم على الشرب ليشرب معهم و ليس منهم فلا يزال مدفعا محاجزا و النوط المذبذب هو ما يناط برحل الراكب من قعب أو قدح أو ما أشبه ذلك فهو أبدا يتقلقل إذا حث ظهره و استعجل سيره .