أمّا بعْد فإنّا كنّا نحْن و أنْتمْ على ما ذكرْت من الْألْفة و الْجماعة ففرّق بيْننا و بيْنكمْ أمْس أنّا آمنّا و كفرْتمْ و الْيوْم أنّا اسْتقمْنا و فتنْتمْ و ما أسْلم مسْلمكمْ إلّا كرْها و بعْد أنْ كان أنْف الْإسْلام كلّه لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) حزْبا و ذكرْت أنّي قتلْت طلْحة و الزّبيْر و شرّدْت بعائشة و نزلْت بيْن الْمصْريْن و ذلك أمْر غبْت عنْه فلا عليْك و لا الْعذْر فيه إليْك و ذكرْت أنّك زائري في الْمهاجرين و الْأنْصار و قد انْقطعت الْهجْرة يوْم أسر أخوك فإنْ كان فيه عجل فاسْترْفهْ فإنّي إنْ أزرْك فذلك جدير أنْ يكون اللّه إنّما بعثني إليْك للنّقْمة منْك و إنْ تزرْني فكما قال أخو بني أسد :
مسْتقْبلين رياح الصّيْف تضْربهمْ * بحاصب بيْن أغْوار و جلْمود
و عنْدي السّيْف الّذي أعْضضْته بجدّك و خالك و أخيك فيمقام واحد و إنّك و اللّه ما علمْت الْأغْلف الْقلْب الْمقارب الْعقْل و الْأوْلى أنْ يقال لك إنّك رقيت سلّما أطْلعك مطْلع سوء عليْك لا لك لأنّك نشدْت غيْر ضالّتك و رعيْت غيْر سائمتك و طلبْت أمْرا لسْت منْ أهْله و لا في معْدنه فما أبْعد قوْلك منْ فعْلك و قريب ما أشْبهْت منْ أعْمام و أخْوال حملتْهم الشّقاوة و تمنّي الْباطل على الْجحود بمحمّد (صلى الله عليه وآله) فصرعوا مصارعهمْ حيْث علمْت لمْ يدْفعوا عظيما و لمْ يمْنعوا حريما بوقْع سيوف ما خلا منْها الْوغى و لمْ تماشها الْهويْنى و قدْ أكْثرْت في قتلة عثْمان فادْخلْ فيما دخل فيه النّاس ثمّ حاكم الْقوْم إليّ أحْملْك و إيّاهمْ على كتاب اللّه تعالى و أمّا تلْك الّتي تريد فإنّها خدْعة الصّبيّ عن اللّبن في أوّل الْفصال و السّلام لأهْله .