أمّا بعْد فإنّ الْوالي إذا اخْتلف هواه منعه ذلك كثيرا من الْعدْل فلْيكنْ أمْر النّاس عنْدك في الْحقّ سواء فإنّه ليْس في الْجوْر عوض من الْعدْل فاجْتنبْ ما تنْكر أمْثاله و ابْتذلْ نفْسك فيما افْترض اللّه عليْك راجيا ثوابه و متخوّفا عقابه و اعْلمْ أنّ الدّنْيا دار بليّة لمْ يفْرغْ صاحبها فيها قطّ ساعة إلّا كانتْ فرْغته عليْه حسْرة يوْم الْقيامة و أنّه لنْ يغْنيك عن الْحقّ شيْء أبدا و من الْحقّ عليْك حفْظ نفْسك و الاحْتساب على الرّعيّة بجهْدك فإنّ الّذي يصل إليْك منْ ذلك أفْضل من الّذي يصل بك و السّلام .