فسرّحْت إليْه جيْشا كثيفا من الْمسْلمين فلمّا بلغه ذلك شمّر هاربا و نكص نادما فلحقوه ببعْض الطّريق و قدْ طفّلت الشّمْس للْإياب فاقْتتلوا شيْئا كلا و لا فما كان إلّا كموْقف ساعة حتّى نجا جريضا بعْد ما أخذ منْه بالْمخنّق و لمْ يبْق منْه غيْر الرّمق فلأْيا بلأْي ما نجا فدعْ عنْك قريْشا و ترْكاضهمْ في الضّلال و تجْوالهمْ في الشّقاق و جماحهمْ في التّيه فإنّهمْ قدْ أجْمعوا على حرْبي كإجْماعهمْ على حرْب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قبْلي فجزتْ قريْشا عنّي الْجوازي فقدْ قطعوا رحمي و سلبوني سلْطان ابْن أمّي و أمّا ما سألْت عنْه منْ رأْيي في الْقتال فإنّ رأْيي قتال الْمحلّين حتّى ألْقى اللّه لا يزيدني كثْرة النّاس حوْلي عزّة و لا تفرّقهمْ عنّي وحْشة و لا تحْسبنّ ابْن أبيك و لوْ أسْلمه النّاس متضرّعا متخشّعا و لا مقرّا للضّيْم واهنا و لا سلس الزّمام للْقائد و لا وطيء الظّهْر للرّاكب الْمتقعّد و لكنّه كما قال أخو بني سليم .
فإنْ تسْأليني كيْف أنْت فإنّني صبور على ريْب الزّمان صليب يعزّ عليّ أنْ ترى بي كآبة فيشْمت عاد أوْ يساء حبيب .