و كيْف أنْت صانع إذا تكشّفتْ عنْك جلابيب ما أنْت فيه منْ دنْيا قدْ تبهّجتْ بزينتها و خدعتْ بلذّتها دعتْك فأجبْتها و قادتْك فاتّبعْتها و أمرتْك فأطعْتها و إنّه يوشك أنْ يقفك واقف على ما لا ينْجيك منْه مجنّ فاقْعسْ عنْ هذا الْأمْر و خذْ أهْبة الْحساب و شمّرْ لما قدْ نزل بك و لا تمكّن الْغواة منْ سمْعك و إلّا تفْعلْ أعْلمْك ما أغْفلْت منْ نفْسك فإنّك متْرف قدْ أخذ الشّيْطان منْك مأْخذه و بلغ فيك أمله و جرى منْك مجْرى الرّوح و الدّم و متى كنْتمْ يا معاوية ساسة الرّعيّة و ولاة أمْر الْأمّة بغيْر قدم سابق و لا شرف باسق و نعوذ باللّه منْ لزوم سوابق الشّقاء و أحذّرك أنْ تكون متماديا في غرّة الْأمْنيّة مخْتلف الْعلانية و السّريرة و قدْ دعوْت إلى الْحرْب فدع النّاس جانبا و اخْرجْ إليّ و أعْف الْفريقيْن من الْقتال لتعْلم أيّنا الْمرين على قلْبه و الْمغطّى على بصره فأنا أبو حسن قاتل جدّك و أخيك و خالك شدْخا يوْم بدْر و ذلك السّيْف معي و بذلك الْقلْب ألْقى عدوّي ما اسْتبْدلْت دينا و لا اسْتحْدثْت نبيّا و إنّي لعلى الْمنْهاج الّذي تركْتموه طائعين و دخلْتمْ فيه مكْرهين و زعمْت أنّك جئْت ثائرا بدم عثْمان و لقدْ علمْت حيْثوقع دم عثْمان فاطْلبْه منْ هناك إنْ كنْت طالبا فكأنّي قدْ رأيْتك تضجّ من الْحرْب إذا عضّتْك ضجيج الْجمال بالْأثْقال و كأنّي بجماعتك تدْعوني جزعا من الضّرْب الْمتتابع و الْقضاء الْواقع و مصارع بعْد مصارع إلى كتاب اللّه و هي كافرة جاحدة أوْ مبايعة حائدة .