يا إخْوتاهْ إنّي لسْت أجْهل ما تعْلمون و لكنْ كيْف لي بقوّة و الْقوْم الْمجْلبون على حدّ شوْكتهمْ يمْلكوننا و لا نمْلكهمْ و ها همْ هؤلاء قدْ ثارتْ معهمْ عبْدانكمْ و الْتفّتْ إليْهمْ أعْرابكمْ و همْ خلالكمْ يسومونكمْ ما شاءوا و هلْ تروْن موْضعا لقدْرة على شيْء تريدونه إنّ هذا الْأمْر أمْر جاهليّة و إنّ لهؤلاء الْقوْم مادّة إنّ النّاس منْ هذا الْأمْر إذا حرّك على أمور فرْقة ترى ما تروْن و فرْقة ترى ما لا تروْن و فرْقة لا ترى هذا و لا ذاك فاصْبروا حتّى يهْدأ النّاس و تقع الْقلوب مواقعها و تؤْخذ الْحقوق مسْمحة فاهْدءوا عنّي و انْظروا ما ذا يأْتيكمْ به أمْري و لا تفْعلوا فعْلة تضعْضع قوّة و تسْقط منّة و تورث وهْنا و ذلّة و سأمْسك الْأمْر ما اسْتمْسك و إذا لمْ أجدْ بدّا فآخر الدّواء الْكيّ .