أحْمد اللّه على ما قضى منْ أمْر و قدّر منْ فعْل و على ابْتلائي بكمْ أيّتها الْفرْقة الّتي إذا أمرْت لمْ تطعْ و إذا دعوْت لمْ تجبْ إنْ أمْهلْتمْ خضْتمْ و إنْ حوربْتمْ خرْتمْ و إن اجْتمع النّاس على إمام طعنْتمْ و إنْ أجئْتمْ إلى مشاقّة نكصْتمْ. لا أبا لغيْركمْ ما تنْتظرون بنصْركمْ و الْجهاد على حقّكمْ الْموْت أو الذّلّ لكمْ فواللّه لئنْ جاء يومي و ليأْتينّي ليفرّقنّ بيْني و بيْنكمْ و أنا لصحْبتكمْ قال و بكمْ غيْر كثير للّه أنْتمْ أ ما دين يجْمعكمْ و لا حميّة تشْحذكمْ أ و ليْس عجبا أنّ معاوية يدْعو الْجفاة الطّغام فيتّبعونه على غيْر معونة و لا عطاء و أنا أدْعوكمْ و أنْتمْ تريكة الْإسْلام و بقيّة النّاس إلى الْمعونة أوْ طائفة من الْعطاء فتفرّقون عنّي و تخْتلفون عليّ إنّه لا يخْرج إليْكمْ منْ أمْري رضى فترْضوْنه و لا سخْط فتجْتمعون عليْه و إنّ أحبّ ما أنا لاق إليّ الْموْت قدْ دارسْتكم الْكتاب و فاتحْتكم الْحجاج و عرّفْتكمْ ما أنْكرْتمْ و سوّغْتكمْ ما مججْتمْ لوْ كان الْأعْمى يلْحظ أو النّائم يسْتيْقظ و أقْربْ بقوْم من الْجهْل باللّه قائدهمْ معاوية و مؤدّبهم ابْن النّابغة .