أيّها النّاس غيْر الْمغْفول عنْهمْ و التّاركون الْمأْخوذ منْهمْ ما لي أراكمْ عن اللّه ذاهبين و إلى غيْره راغبين كأنّكمْ نعم أراح بها سائم إلى مرْعى وبيّ و مشْرب دويّ و إنّما هي كالْمعْلوفة للْمدى لا تعْرف ما ذا يراد بها إذا أحْسن إليْها تحْسب يوْمها دهْرها و شبعها أمْرها و اللّه لوْ شئْت أنْ أخْبر كلّ رجل منْكمْ بمخْرجه و موْلجه و جميع شأْنه لفعلْت و لكنْ أخاف أنْ تكْفروا فيّ برسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ألا و إنّي مفْضيه إلى الْخاصّة ممّنْ يؤْمن ذلك منْه و الّذي بعثه بالْحقّ و اصْطفاه على الْخلْق ما أنْطق إلّا صادقا و قدْ عهد إليّ بذلك كلّه و بمهْلك منْ يهْلك و منْجى منْ ينْجو و مآل هذا الْأمْر و ما أبْقى شيْئا يمرّ على رأْسي إلّا أفْرغه في أذنيّ و أفْضى به إليّ أيّها النّاس إنّي و اللّه ما أحثّكمْ على طاعة إلّا و أسْبقكمْ إليْها و لا أنْهاكمْ عنْ معْصية إلّا و أتناهى قبْلكمْ عنْها .