صفة الضال
و هو في مهْلة من اللّه يهْوي مع الْغافلين و يغْدو مع الْمذْنبين بلا سبيل قاصد و لا إمام قائد .
صفات الغافلين
منها : حتّى إذا كشف لهمْ عنْ جزاء معْصيتهمْ و اسْتخْرجهمْ منْ جلابيب غفْلتهم اسْتقْبلوا مدْبرا و اسْتدْبروا مقْبلا فلمْ ينْتفعوا بما أدْركوا منْ طلبتهمْ و لا بما قضوْا منْ وطرهمْ إنّي أحذّركمْ و نفْسي هذه الْمنْزلة فلْينْتفع امْرؤ بنفْسه فإنّما الْبصير منْ سمع فتفكّر و نظر فأبْصر و انْتفع بالْعبر ثمّ سلك جددا واضحا يتجنّب فيه الصّرْعة في الْمهاوي و الضّلال في الْمغاوي و لا يعين على نفْسه الْغواة بتعسّف في حقّ أوْ تحْريف في نطْق أوْ تخوّف منْ صدْق .
عظة الناس
فأفقْ أيّها السّامع منْ سكْرتك و اسْتيْقظْ منْ غفْلتك و اخْتصرْ منْ عجلتك و أنْعم الْفكْر فيما جاءك على لسان النّبيّ الْأمّيّ (صلى الله عليه وآله) ممّا لا بدّ منْه و لا محيص عنْه و خالفْ منْ خالف ذلك إلى غيْره و دعْه و ما رضي لنفْسه و ضعْ فخْرك و احْططْ كبْرك و اذْكرْ قبْرك فإنّ عليْه ممرّك و كما تدين تدان و كما تزْرع تحْصد و ما قدّمْت الْيوْم تقْدم عليْه غدا فامْهدْ لقدمك و قدّمْ ليوْمك فالْحذر الْحذر أيّها الْمسْتمع و الْجدّ الْجدّ أيّها الْغافل و لا ينبّئك مثْل خبير إنّ منْ عزائم اللّه في الذّكْر الْحكيم الّتي عليْها يثيب و يعاقب و لها يرْضى و يسْخط أنّه لا ينْفع عبْدا و إنْ أجْهد نفْسه و أخْلص فعْله أنْ يخْرج من الدّنْيا لاقيا ربّه بخصْلة منْ هذه الْخصال لمْ يتبْ منْها أنْ يشْرك باللّه فيما افْترض عليْه منْ عبادته أوْ يشْفي غيْظه بهلاك نفْس أوْ يعرّ بأمْر فعله غيْره أوْ يسْتنْجح حاجة إلى النّاس بإظْهار بدْعة في دينه أوْ يلْقى النّاس بوجْهيْن أوْ يمْشي فيهمْ بلسانيْن اعْقلْ ذلك فإنّ الْمثْل دليل على شبْهه إنّ الْبهائم همّها بطونها و إنّ السّباع همّها الْعدْوان على غيْرها و إنّ النّساء همّهنّ زينة الْحياة الدّنْيا و الْفساد فيها إنّ الْمؤْمنين مسْتكينون إنّ الْمؤْمنين مشْفقون إنّ الْمؤْمنين خائفون .