هذا جزاء منْ ترك الْعقْدة أما و اللّه لوْ أنّي حين أمرْتكمْ به حملْتكمْ على الْمكْروه الّذي يجْعل اللّه فيه خيْرا فإن اسْتقمْتمْ هديْتكمْ و إن اعْوججْتمْ قوّمْتكمْ و إنْ أبيْتمْ تداركْتكمْ لكانت الْوثْقى و لكنْ بمنْ و إلى منْ أريد أنْ أداوي بكمْ و أنْتمْ دائي كناقش الشّوْكة بالشّوْكة و هو يعْلم أنّ ضلْعها معها اللّهمّ قدْ ملّتْ أطبّاء هذا الدّاء الدّويّ و كلّت النّزْعة بأشْطان الرّكيّ أيْن الْقوْم الّذين دعوا إلى الْإسْلام فقبلوه و قرءوا الْقرْآن فأحْكموه و هيجوا إلى الْجهاد فولهوا وله اللّقاح إلى أوْلادها و سلبوا السّيوف أغْمادها و أخذوا بأطْراف الْأرْض زحْفا زحْفا و صفّا صفّا بعْض هلك و بعْض نجا لا يبشّرون بالْأحْياء و لا يعزّوْن عن الْموْتى مرْه الْعيون من الْبكاء خمْص الْبطون من الصّيام ذبل الشّفاه من الدّعاء صفْر الْألْوان من السّهر على وجوههمْ غبرة الْخاشعين أولئك إخْواني الذّاهبون فحقّ لنا أنْ نظْمأ إليْهمْ و نعضّ الْأيْدي على فراقهمْ إنّ الشّيْطان يسنّي لكمْ طرقه و يريد أنْ يحلّ دينكمْ عقْدة عقْدة و يعْطيكمْ بالْجماعة الْفرْقة و بالْفرْقة الْفتْنة فاصْدفوا عنْ نزغاته و نفثاته و اقْبلوا النّصيحة ممّنْ أهْداها إليْكمْ و اعْقلوها على أنْفسكمْ .