أيّتها النّفوس الْمخْتلفة و الْقلوب الْمتشتّتة الشّاهدة أبْدانهمْ و الْغائبة عنْهمْ عقولهمْ أظْأركمْ على الْحقّ و أنْتمْ تنْفرون عنْه نفور الْمعْزى منْ وعْوعة الْأسد هيْهات أنْ أطْلع بكمْ سرار الْعدْل أوْ أقيم اعْوجاج الْحقّ اللّهمّ إنّك تعْلم أنّه لمْ يكن الّذي كان منّا منافسة في سلْطان و لا الْتماس شيْء منْ فضول الْحطام و لكنْ لنرد الْمعالم منْ دينك و نظْهر الْإصْلاح في بلادك فيأْمن الْمظْلومون منْ عبادك و تقام الْمعطّلة منْ حدودك اللّهمّ إنّي أوّل منْ أناب و سمع و أجاب لمْ يسْبقْني إلّا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بالصّلاة و قدْ علمْتمْ أنّه لا ينْبغي أنْ يكون الْوالي على الْفروج و الدّماء و الْمغانم و الْأحْكام و إمامة الْمسْلمين الْبخيل فتكون في أمْوالهمْ نهْمته و لا الْجاهل فيضلّهمْ بجهْله و لا الْجافي فيقْطعهمْ بجفائه و لا الْحائف للدّول فيتّخذ قوْما دون قوْم و لا الْمرْتشي في الْحكْم فيذْهب بالْحقوق و يقف بها دون الْمقاطع و لا الْمعطّل للسّنّة فيهْلك الْأمّة .