فقال (عليه السلام) : ما بالكمْ أ مخْرسون أنْتمْ ، فقال قوْم منْهمْ يا أمير الْمؤْمنين إنْ سرْت سرْنا معك ، فقال (عليه السلام) ما بالكمْ لا سدّدْتمْ لرشْد و لا هديتمْ لقصْد أ في مثْل هذا ينْبغي لي أنْ أخْرج و إنّما يخْرج في مثْل هذا رجل ممّنْ أرْضاه منْ شجْعانكمْ و ذوي بأْسكمْ و لا ينْبغي لي أنْ أدع الْجنْد و الْمصْر و بيْت الْمال و جباية الْأرْض و الْقضاء بيْن الْمسْلمين و النّظر في حقوق الْمطالبين ثمّ أخْرج في كتيبة أتْبع أخْرى أتقلْقل تقلْقل الْقدْح في الْجفير الْفارغ و إنّما أنا قطْب الرّحى تدور عليّ و أنا بمكاني فإذا فارقْته اسْتحار مدارها و اضْطرب ثفالها هذا لعمْر اللّه الرّأْي السّوء و اللّه لوْ لا رجائي الشّهادة عنْد لقائي الْعدوّ و لوْ قدْ حمّ لي لقاؤه لقرّبْت ركابي ثمّ شخصْت عنْكمْ فلا أطْلبكمْ ما اخْتلف جنوب و شمال طعّانين عيّابين حيّادين روّاغين إنّه لا غناء في كثْرة عددكمْ مع قلّة اجْتماع قلوبكمْ لقدْ حملْتكمْ على الطّريق الْواضح الّتي لا يهْلك عليْها إلّا هالك من اسْتقام فإلى الْجنّة و منْ زلّ فإلى النّار .