فناء الدنيا
أيّها النّاس إنّما أنْتمْ في هذه الدّنْيا غرض تنْتضل فيه الْمنايا مع كلّ جرْعة شرق و في كلّ أكْلة غصص لا تنالون منْها نعْمة إلّا بفراق أخْرى و لا يعمّر معمّر منْكمْ يوْما منْ عمره إلّا بهدْم آخر منْ أجله و لا تجدّد له زيادة في أكْله إلّا بنفاد ما قبْلها منْ رزْقه و لا يحْيا له أثر إلّا مات له أثر و لا يتجدّد له جديد إلّا بعْد أنْ يخْلق له جديد و لا تقوم له نابتة إلّا و تسْقط منْه محْصودة و قدْ مضتْ أصول نحْن فروعها فما بقاء فرْع بعْد ذهاب أصْله .
ذم البدعة
منها : و ما أحْدثتْ بدْعة إلّا ترك بها سنّة فاتّقوا الْبدع و الْزموا الْمهْيع إنّ عوازم الْأمور أفْضلها و إنّ محْدثاتها شرارها .