ما هي إلّا الْكوفة أقْبضها و أبْسطها إنْ لمْ تكوني إلّا أنْت تهبّ أعاصيرك فقبّحك اللّه
و تمثّل بقوْل الشّاعر :
لعمْر أبيك الْخيْر يا عمْرو إنّني * على وضر منْ ذا الْإناء قليل
ثمّ قال (عليه السلام) :
أنْبئْت بسْرا قد اطّلع الْيمن و إنّي و اللّه لأظنّ أنّ هؤلاء الْقوْم سيدالون منْكمْ باجْتماعهمْ على باطلهمْ و تفرّقكمْ عنْ حقّكمْ و بمعْصيتكمْ إمامكمْ في الْحقّ و طاعتهمْ إمامهمْ في الْباطل و بأدائهم الْأمانة إلى صاحبهمْ و خيانتكمْ و بصلاحهمْ في بلادهمْ و فسادكمْ فلو ائْتمنْت أحدكمْ على قعْب لخشيت أنْ يذْهب بعلاقته اللّهمّ إنّي قدْ مللْتهمْ و ملّوني و سئمْتهمْ و سئموني فأبْدلْني بهمْ خيْرا منْهمْ و أبْدلْهمْ بي شرّا منّي اللّهمّ مثْ قلوبهمْ كما يماث الْملْح في الْماء أما و اللّه لوددْت أنّ لي بكمْ ألْف فارس منْ بني فراس بْن غنْم .
هنالك لوْ دعوْت أتاك منْهمْ * فوارس مثْل أرْمية الْحميم
ثمّ نزل (عليه السلام) من الْمنْبر .
قال السيد الشريف : أقول الأرمية جمع رميّ و هو السحاب و الحميم هاهنا وقت الصيف و إنما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكر لأنه أشد جفولا و أسرع خفوفا لأنه لا ماء فيه و إنما يكون السحاب ثقيل السير لامتلائه بالماء و ذلك لا يكون في الأكثر إلا زمان الشتاء و إنما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذا دعوا و الإغاثة إذا استغيثوا و الدليل على ذلك قوله : " هنالك لو دعوت أتاك منهم..."