الْحمْد للّه الّذي لمْ تسْبقْ له حال حالا فيكون أوّلا قبْل أنْ يكون آخرا و يكون ظاهرا قبْل أنْ يكون باطنا كلّ مسمّى بالْوحْدة غيْره قليل و كلّ عزيز غيْره ذليل و كلّ قويّ غيْره ضعيف و كلّ مالك غيْره ممْلوك و كلّ عالم غيْره متعلّم و كلّ قادر غيْره يقْدر و يعْجز و كلّ سميع غيْره يصمّ عنْ لطيف الْأصْوات و يصمّه كبيرها و يذْهب عنْه ما بعد منْها و كلّ بصير غيْره يعْمى عنْ خفيّ الْألْوان و لطيف الْأجْسام و كلّ ظاهر غيْره باطن و كلّ باطن غيْره غيْر ظاهر لمْ يخْلقْ ما خلقه لتشْديد سلْطان و لا تخوّف منْ عواقب زمان و لا اسْتعانة على ندّ مثاور و لا شريك مكاثر و لا ضدّ منافر و لكنْ خلائق مرْبوبون و عباد داخرون لمْ يحْللْ في الْأشْياء فيقال هو كائن و لمْ ينْأ عنْها فيقال هو منْها بائن لمْ يؤدْه خلْق ما ابْتدأ و لا تدْبير ما ذرأ و لا وقف به عجْز عمّا خلق و لا ولجتْ عليْه شبْهة فيما قضى و قدّر بلْ قضاء متْقن و علْم محْكم و أمْر مبْرم الْمأْمول مع النّقم الْمرْهوب مع النّعم.