القصيدة: للسيد محمد جمال الهاشمي النجفي
رمزُ الأسى ذكرى الإمام الهادي عـادت لتغمر بالشجون فؤادي
عادت لتوقض روحنا من بعدما قـد خـدَّرته مطامع الأجساج
عـادت لتُلهبنا بعرض مصيبةٍ تـصلى القرون بجمرها الوقاد
فـشهادةُ الـهادي تسيل دموعنا حـزنا وتـدمي قـرحة الأكباد
مـن سـمَّه الـمعتزُّ بغياً تابعاً فـيه خـطى الآبـاء والأجداد
قد رام أن يُطفي شعاع مواقفٍ أعـمت بذلك كلَّ عين معادي
ظـنّت بأنَّ السمَّ يُطفيء للهدى نـورا يـشُعُّ من الإمام الهادي
خابت فذاك النور أصبح جذوةً تُـوري القلوب بأعتق الأحقاد
يـاعاشر الأمناء يومُك هزَّني فبكيت في شعري وفي إنشادي
أفـمثل شـخصك تنطفي أيامه بـرقـابةٍ وكـآبـةٍ وطـراد
وتـضايق الـمعتزُّ فيك فدسَّه سـما يدُكُّ شوامخ الأطواد(1)
(بحر طويل)
مصايب هلك يالمحجوب من عدها تشوغ الروح
وحـده اتزود عن وحده الـبلسم مات والمذبوح
لاچن هـظمة الهادي خلت كل گلب مجروح
من يثرب يجلبونه
امكان الذل يحطونه
مگصـدهم يهينونه
خـلـوه اعـلـه هـالذله او خصمه ابوسط مگصوره
***
مـن يـثرب الـسامره الطاغي جاب ابو امحمد
حـطه ابـدار لاكن ليه أبـداً مـا يـطب أحد
حته الرجس جار اعليه او سـمه او كبده اتمرد
مات ابديرة الغربه
والسم مرده الگلبه
عودك دمعه ايصبه
ينوح اعليه وادموعه عـالخدين مـنثوره
***
گام او غـسـله بـيده او شاله او نزله ابگبره
ما ظل بالفله مطروح ثـلث الـيال عالغبره
لاكـن سـلوة الهادي او مـهجة آيـة الكبره
جثـته رميه اعلى الـثره
او تجري الدمه من منحره
وابـفيض دمها امعـفره
واخيام الغريب احسين بـيها النار مسجوره
حالة سامراء عند موت الإمام علي الهادي (ع)
ذكر المؤرخون أن سر من رأى صاحب يوم موت أبي الحسن الهادي صيحة واحدة وهيج عواطف الناس أكثر من كل شيء الهيئة التي خرج عليها مولانا أبو محمد العسكري (ع) فقد خرج حاسرا مكشوف الرأس مشقوق الثياب وكان وجهه وجه أبيه لا يخطئ منه شيئا.
(نصاري)
گضه الهادي او منّه الچبد مسموم واهـل بيته يتوح ابگلب مالوم
وهـاذي شـيعته والدمع مسجوم او نـار العسكري بالچبد تسعر
قيل: وعاب بعض الناس على الإمام هيئته قائلا: أرأيتم أحدا من الأئمة شق ثوبه في مثل هذه الحالة؟ فقال (ع): يا أحمق ما يدريك ما هذا قد شق موسى على هارونن يعني وكيف لا أشق ثوبي وأنا قد أصبت بوالدي (2).
ثـم نـال المعتز ما شاء منه إذ سـقاه الـسم النقيع جهارا
فاستشاطت له البلاد وصارت صـيحة طبقت بها الأقطارا
وفي منتهى الآمال: ولم يكن عنده حين وفاته غير ابنه الإمام الحسن العسكري (ع) فلما توي حضر جميع الأشراف والأمراء ثم انصرف ـ الإمام العسكري (ع) ـ إلى غسله وتكفينه ودفنه في الحجرة التي كانت محلا لعبادته.
(أبوذية)
على الهادي يحادي صيح بالليل او لـلمسموم خلي انشيعه بالليل
وعـليه امن البواچي الدمع بليل وصحت مات او بگت داره خليه
أقول ليت الذي حصل لأبي الحسن الهادي من دفن وتشييع مهيب كما تنقل الروايات انه من شدة الزحام في تشييعه (ع) اشتد الحر على أبي محمد العسكري، أقول ليت ذلك حصل لجده أبي عبد الله الحسين (ع) ويم يبق ثلاثة أيام على رمضاء كربلاء تصهره الشمس بحرارتها.
(مجردات)
أنـه واجـفه واتناك يحسين واتربه الطريجك شابحه العين
صـديت لـن الفزع صوبين خيل او زلم تركض ابصفين
يـطلبون ثـار ابدر واحنين فزعوا فرد فزعه على احسين
امنين اجيب المرتضى امنين
وكأني بزينب لما وقفت على أخيها:
(مجردات)
يـخويه ابحليب امي عليك بطل الونه او رفس رجليك
يا ماي عيني اشبيدي اعليك خـواتك اتـريد المعنه ليك
او لو جنّك ابيا حال تلگيك عـريان عـدوانك مسلبيك
(تخميس)
يا وادي الطف من وارى الحسين وهل صُـلي عليه ومن نعش الحسين حَمل
أجـابني بـانكسار لا وربـي بـل عاري اللباس قطيع الرأس منخمد ال
أنـفاس في جندل كالجمر مضطرم
(1) ـ ديوان مع النبي وآله ص293.
(2) ـ المجالس السنية ج2 للسيد محسن الأمين. نور الأبصار للحائري. نفس المهموم للشيخ عباس القمي.