القصيدة: للشيخ علي الجشي القطيفي
بـأبي عـترة الـنبيِّ ورهـطٍ مـن كـهول وصـبيةٍ وشباب
قـد خـلت منهم الربوع فأمسوا فـي بطون الثرى وبين الشعاب
ولـقد أسـهر الـعيون وأورى فـي قـلوب الأنام نار المصاب
رزءُ خـير الأنـام صادق أهل البيت بل خير ناطقٍ بالصواب
تـلك آل الـعباس آلت بأن لا يـبق مـن آل أحمدٍ ذو انتداب
ويل منصورهم وما العويل بمجد في شفا قلب من رُمي بالمصاب
ويـله ما رعى المشيب وضعفاً فـي الـقوى إذ أقـامه للعتاب
يـا أبـا عـبد الله تفديك نفسي مــن شـهيد وصـابرٍ أواب
بـأبي جـعفراً فـكم سيم ضيما مـن أمـيٍّ يشيبُ رأس الشباب
ثـم مـن بـعدهم توالت عليهم محنٌ زعزعت رواسي الهضاب
وقـضى حينما قضى وهو للسُّمِّ يُـقاسي وقـلبُه فـي الـتهاب
مـات بـالسم جعفرٌ ليت نفسي آذنـب قـبل نـفسه بـالذهاب
فـلتنُح بـعده الـشريعةُ حـزنا دَرِسَـت بعده رسومُ الكتاب(1)
(تجليبة)
بـحشاك الـنوايب خـلفت شطار والـهم جـرح دلالك يراعي الثار
اول جـرح كسر الضلع والمسمار ومـغيبك يـبدر الـعصر تـاليَّه
گلـبك خلص من كثر الهظم والهم من خلصوا هلك ما بين چتل او سم
حـتى الطفل يوم الطف سبح بالدم يـالغايب شله اويه الگوم من سيه
(أبوذية)
تـفسر الصخر يمحمد لونه اذكرت يوم التشابچنه لونه
متى يابن الحسن تنشر لونه او تشل اطرادها بالغاضريه
(تخميس)
حـتى مـتى مُقلي منها الدموعُ تُطل والـشوق بـين حـنايا الثائين شُعل
لم يبق في القلب للصبر الجميل محل طـالت عـلينا لـيالي الانتظار فهل
يـا ابـن الـزكيِّ لليل الانتظار غد
الإمام جعفر الصادق (ع) يوصي شيعته بالصلاة
نقل السيد الأمين في المجالس السنية عن أبي بصير قال: دخلت على أم حميدة (2) أعزيها بأبي عبد الله فبكت وبكيت لبكائها ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله عند الموت لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال: اجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة فلم نترك أحدا إلا جمعناه فنظر إليهم ثم قال: إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بصلاته.
وكان (ع) وهو على فراش الموت يقول: اعطوا لفلان كذا من المال ولفلان كذا حتى قسّم ما عنده من مال بين أقربائه وفقراء المسلمين وكان يعيل جملة من فقراء المدينة، ولهذا لما قضى نحبه (ع) ولقي ربه شهيدا مظلوما تزلزلت المدينة بأهلها وخرجت المخدرات من خدورها خامشات الوجوه لاطمات الخدود وخرج الرجال حاسري الرؤوس حفاة الأقدام كل ينادي وا جعفراه، وا سيداه، وا إماماه، اما المساكين والأيتام فكان صراخهم عالياً وندائهم: وا ضيعتاه، وا محنتاه، وا قلة ناصراه.
سأبكيك ما دامت عيوني في الثرى إلى يوم حشري عند ربي وخالقي
سـألبس أثـواب الضنا مدة البقا وأهـجر صفو العيش غير مرافق
وكيف تَلَذُّ العينُ غمضا وقد جرى على خير خلق الله شمس المشارق
فـيا نـكبةٌ مـا مـثلُها قطُّ نكبةٌ لقد عُطلت تلك السما بعد طارق
(نصاري)
مـسموم ابعنب ويلي او رمان گبـعت هالمدينه اليوم بحزان
او كلها باچيه او تنحب النسوان واگلـوب الـزلم جمرٍ تسعَّر
***
قضى فقُوّض ركنُ الدين منصدعا وخّـر بدرُ العلا للأرض منكسفا
ولـيس تنظر من أهل التقى أحداً لـفقد جـعفر إلا قـال وا أسفا
وفي المجالس أيضا روى أنه لما قبض الباقر (ع) أمر الصادق بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتى قبض الصادق ثم أمر الكاظم بالسراج في بيت الصادق (ع) حتى خرج به إلى العراق (3).
أقول: أما سراج الحسين (ع) في كربلاء في تلك الليالي التي قضاها طريحا على التراب كان النور الذي يسطع من جسده كالعمود المتصل بالسماء ومن خلاله اهتدت الحوراء زينب (ع) إلى جسد أخيها ليلة الحادي عشر من المحرم حيث نزلت في تلك الليلة تتخطى القتلى وتعثر بأشلائهم وهي تنادي: وا حسيناه، وا أخاه، وا ضيعتنا بعدك.
(مجردات)
إليك جيت خويه ابهودة الليل اشـرب دمع واگبع بالعويل
واتـعـثر ابـين الـمچاتيل او تميل الرزايا امنين ما ميل
يـحسين يـا حـد الزياجيل صفينه حرم ما مش لنا اكفيل
كـفيل الحرم وجعان واعليل
وصلت إليه رأته عاري الجسد مقطع الأضاء جثة بلا رأس صاحت:
(مجردات)
نـايم اخـويه اشـولن نومه او حر الشمس غير ارسمومه
او سـلبت بني أميه اهدومه
(تخميس)
اخلدت للأرض تروبها رحيق هدى لـلأنبياء بها أصبحت رجع صدى
بـعث في الدين روح الله مجتهدا ولـو رآك بأرض الطف منفردا
عيسى لما اختار أن ينجو ويرتفعا
(1) ـ شعراء القطيف ص288.
(2) ـ زوجة الإمام الصادق (ع) أم الإمام الكاظم (ع) كان الصادق يحبها ويحترمها ويلقبها بالمصفاة.
(3) ـ المجالس السنية ج2 للسيد محسن الأمين. نور الأبصار للشيخ محمد مهدي الحائري.