القصيدة: للسيد صالح القزويني النجفي
يـا بدورا قد غالها الخسف لكن لـم تزل في الهدى بدورا تماما
حاولت نقصها العدى فأبى الرح مــنُ إلا لـنورها الإتـماما
حـرَّ قـلبي لـسادةٍ أزكـياءٍ فـي الـطوامير خلّدوا أعواما
أرضـعوا طـفلهم لبان الرزايا واعـدَّوا لـه الـحسام فـطاما
قـتلوهم وما رعوا لرسول الله إلاً فـــي آلــه وذمـامـا
لـم يُـمت حتف أنفه من إمامٍ مـنكم عـاش بـينهم مستظاما
مـا كـفاها قتل الوصيِّ وشبل يــه وأبـنائهم إمـاما إمـاما
والـتعدِّي عـلى الميامين حتى لـم تُـغادر من تابعيهم هُماما
ورمـت جـعفرا رزايـا أرتنا بـأبيه تـلك الـرزايا الجساما
بـأبي مـن بكى عليه المعادي والـموالي لـه بـكاء الأيامى
بـأبي مـن عليه جبريل حزنا فـي الـسماوات مأتما قد أقاما
يـا حميَّ الدين إنَّ فقدك أورى في حشى الدين جذوةً وضراما
ومـن الـمؤمنين أسهر طرفا ومـن الـكاشحين طـرفا أناما
لا مـقام لأهـل يـثرب فـيها يـوم أبكيت يثربا والمقاما(1)
(نصاري)
حـن الـكاظم او صـب دمعة العين ونـينك صـدَّع اگلـوب الـخواتين
تـحن اتـلوج تـتگلب او تـنهب تـرانـي الـونـتك گلـبي تـفتت
صـد لـيه ابـرفج والـعين حـسَّ يـبويه اوداعـة الله الـيوم مـاشين
مـد ايـده على ابنه او جذب حسره يـشم خـده او يـحبه او تكت عبره
حـن الـكاظم او طاح اعلى صدره اشـلون اوداع مـحزن بين الأثنين
مـن خـلص اوداعـه وگعـد دونه مـد ايـده او غـمَّض لـه اعيونه
مــات او گامـوا اهـله يـندبونه الله ويـاك يـالتاعب عـلى الـدين
صـرخن فـرد صـرخه الهاشميات صاحن حيف او الكاظم گضه او مات
فزعت كل أهل طيبه اعلى الأصوات تـصيح اتگول مـات ابن الميامين
المنصور يأمر بحرق بيت الإمام الصادق (ع)
كان المنصور العباسي شديد العداوة لآل محمد فقد تتبع آثارهم وقتل كثيرا منهم وبنى آخرين منهم في الاسطوانات لما بنى عاصمته بغداد وأباد كثيرا من أبناء الحسن (ع) وكان يقول: لقد هلك من أولاد فاطمة (ع) مقدار مائة وقد بقي سيدهم وإمامهم فقيل له: من ذلك؟ قال: جعفر بن محمد الصادق.
وكان يبعث جلاوزته على الإمام فيؤتى به إلى العراق وفي كل مرة يهم بقتله ولكن الله كان يحول بينه وبين قتل الإمام (ع). وبلغ من حقده أنه أمر عامله على المدينة محمد بن سليمان أن يحرق على أبي عبد الله الصادق داره فجاء هو وجماعته بالحطب الجزل ووضعوه على باب الدار وأضرموه بالنار فلما أخذت النار ما في الدهليز تصايحت العلويات داخل الدار وارتفعت أصواتهن فخرج الإمام الصادق (ع) وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان وجعل يخمد النار ويطفئ الحريق وهو يقول أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى أنا ابن فاطمة الزهراء، حتى أخمد النار فلما كان الغد دخل عليه بعض شيعته يسلونه فوجدوه حزينا باكيا فقالوا: ممن هذا التأثر والبكاء أمن جراة القوم عليكم أهل البيت وليس منهم بأول مرة؟ (ليست هذه المرة الأولى التي تحرق فيها دوركم).
فقال الإمام (ع) اعلموا انه لما أخذت النار ما في الدهليز نظرت إلى نسائي وبناتي يتراكضن في الدار من حجرة إلى حجرة ومن مكان إلى مكان هذا وأنا معهن فتذكرت روعة عيال جدي الحسين (ع) يوم عاشوراء لما هجم القوم عليهن والمنادي ينادي: أحرقوا بيوت الظالمين (2).
(نصاري)
عگب ما فرهدوا ذيچ الصواوين شـبو نـارهم بـخيام الحسين
او طـلعت هايمه ذيك النساوين يـتاماها اتعثر ما بين الصخور
تـصيح امذعرات ابگلب حرّان چي تـرضه شيمكم يال عدنان
يـشبّون ابـخمينه العده نيران او نبگه ضايعات ابولية اشرور
چي ترضون يهل الشيم والزود تـبگه ابـناتكم للگوم فرهود
او على السجاد ويه الحرم مگيود اشـلون ايروح بيد العده ميسور
(أبوذية)
ادمـوعك يالمحب ادموم سلهن الشمر لوّع اگلوب الحرم سلهن
او هاي اعيال ابو السجاد سلهن ولا واحـد عـليهم بـيه حميه
(أبوذية)
ابيا حاله گضت زينب نهرها ابـدمهم كـربله يجري نهرها
الشمر يحسين من بعدك نهرها او خذوها اميسره لابن الدعيه
(تخميس)
أحسين يا بحر الفضائل والندى ابـكيت يوم ولدت جدك احمدا
والـيوم تنعاك الملائك والهدى لهفي لجسمك في الصعيد مجرَّدا
عـريان تـكسوه الـدماء ثيابا
(1) ـ المجالس السنية ج2 ص514.
(2) ـ مأساة الحسين بين السائل والمجيب للشيخ عبد الوهاب الكاشي.