القصيدة: للسيد نعمان الأعرجي الحلي من شعراء
القرن الخامس
وبـقي حبيب محمدٍ بين العدى فـردا يـذُبُّ عن الحريم ويمنعُ
كـالليث مـنصلتا إلى أن غاله سـهمُ المنون فخرَّ وهو المرجع
عـن سرجه يرنوا إلى فسطاطه والـعين مـنه تـستهلُّ وتدمع
أسفي على النسوان في ذلِّ السبا إذ لـم يـعد أحـدٌ هنالك يسمع
ومضى الجواد إلى خيام محمحما يـنعى الـحسين ودمـعُه يتدفَّع
فـسمعن رنَّـته النساء فقلن قد وقـع الـذي كـنا لـه نـتوقَّع
فخرجن من فسطاطهنَّ صوارخا جزعا صراخا للصُّخور يصدِّع
وأتـينه والـشمر جـاثٍ فوقه بـحسامه لـلراس مـنه يقطع
فرقى الحسين وقلن ويلك ياعدوَّ الله مــاذا بـالمطهّّر تـصنع
فـاحتزَّ رأس السبط يا لك لوعةً لـم يـبق لـلإسلام شملٌ يجمع
وجـرت خـيولُهُمُ على جُثمانه حـتى تـحطّم صدره والأضلع
يـا عـين إبكي للحسين وأهله بـدمٍ إذا مـا قـلَّ منك المدمع
إبـكي عـليه ورأسه في ذابلٍ والـجسم مـنه بـالسيوف مبَّع
إبـكي لـه مـلقىً بلا غسلٍ ولا كـفنٍ ولا نـعشٍ هـناك يُـشيَّع
إبـكي لـنسوان الحسين حواسرا فـي الـبيد مـا فيهنَّ من يتقنع
إبـكي لـهنَّ يـسقن بعد حياته قسرا وهنَّ إذن عطاشا جوَّع(1)
(نصاري)
يـحادي الظعن گلي وين تردون عـلى جـثة ولـينه مـا تمرون
يـحادي الـظعن ما تشفچ علينه او تمر بينه على عزنه او ولينه
يـمه تگعـد اسـويعه اسـكينه تشمه او تلثم اجروحه او تشيلون
مُـر بـينه نـودع احسين ساعه يسبر گلبي او يرد روحي اوداعه
مـهو شـمامتي الـحلوه اطباعه وخلي الگلب طول الدهر محزون
يـخويه الـبيك حـاتفني زماني او مـشه عـني او بالذله رماني
ولا واحـد عگب عـينك حماني يـس اطـفالكم يـمي يـلوعون
مـا تـدري يخويه اشلون حالي او عله راس الرمح راسك اگبالي
كـلمن شـاف ذل حـالي بچاني عـدوانك عـليه غـدوا يبچون
(أبوذية)
عـلى ولـيانها رادت يمرها يسيره او بالگلب يسعر يمرها
اشلون الخارجي لختك يمرها وهـي امخدرة حمامي الحميه
هند زوجة يزيد ترى رسول الله (ص) في المنام
قال في نفس المهموم: نقلا عن البحار أن هند زوجة يزيد قالت: كنت
أخذت مضجعي فرأيت بابا من السماء وقد فتحت والملائكة ينزلون كتائب كتائب إلى رأس الحسين (ع) وهم يقولون: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله. فبينما أنا كذلك إذ نظرت إلى سحابة قد نزلت من السماء وفيها رجال كثيرون وفيهم رجل دري اللون، قمري الوجه، فأقبل يسعى حتى انكب على ثنايا الحسين يقبلها وهو يقول: يا ولدي قتلوك، أتراهم ما عرفوك، ومن شرب الماء منعوك، يا ولدي أنا جدك رسول الله، وهذا أبوك علي المرتضى، وهذا أخوك الحسن، وهذا عمك جعفر وهذا عقيل، وهذا الحمزة وهذا العباس، ثم جعل يعدد أهل بيته (ص) واحدا بعد واحد.
أقول: لم يأت رسول الله على ذكر المفجوعة بولدها أمه فاطمة الزهراء (ع) لعل السبب في ذلك أن روح فاطمة (ع) لم تفارق الحسين لحفظ واحدة (2) وقد أجاد من قال:
(مجردات)
أنـا الوالده والگلب لهفان وادور عزه ابني وين ما كان
جـسمه سليب او ماله اكفان ولـعبت عليه الخيل ميدان
(مجردات)
أنا الزهره وأنا الدره المضيه مـصاب الحسين اشعمل بيه
خـلاني كل صبح او مسيه انـوحن عليه واصفج بديه
(فائزي)
گام الـنبي يـبچي عـلى المظلوم شبله والـرسل والأمـلاك كـلها اتنوح لجله
واعـظم الـكل نوح او حزن امه الثكله والـثكله غـير الـنايحه شايع بالامثال
يـحسين جـاوبني إمن انشد ماني امك يـبني هظني او رد عليه الحزن هظمك
يـبني لـخضب الشعر واهدومي ابدمك او شكواي لبديها الإلهي ابعرض الأعمال
(نصاري)
تـخضر فاطمه والثوب احمر ابـدم احسين من فيض المنحر
تصيح ابصوت يسمعها المحشر ابـثار ابني اخذ يا ربي الحين
***
لابـدَّ أن تردَ القيامة فاطمٌ وقميصها بدم الحسين ملطَّخُ
(1) ـ المنتخب للطريحي ص335.
(2) ـ بحار الأنوار ج45 ص196 محمد باقر المجلسي.