القصيدة: للسيد رضا الهندي
لـم أنـسه إذ قـام فيهم خاطبا فـإذا هـم لا يـملكون خـطابا
يـدعو ألست أنا ابن بنت نبيِّكم ومـلاذكم إن صـرف دهرٍ نابا
هـل جئت في دين النبيِّ ببدعة أم كـنت فـي أحـكامه مرتابا
أم لــم يــوصِّ بـنا الـنبيُّ وأودع الثقلين فيكم عترةً وكتابا
إن لـم تـدينوا بالمعاد فراجعوا احـسـابكم إن كـنتم أعـرابا
فـغدوا حيارى لا يرون لوعظه إلا الأسـنـة والـسهام جـوابا
حـتى إذا أسـفت عـلوج أمية أن لا تـرى قـلب النبيِّ مصابا
صلت على جسم الحسين سيوفهم فـغدا لـساجدة الـظبى محرابا
ومـضى لهيفا لم يجد غير القنا ظـلاً ولا غـير الـنجيع شرابا
ظـمآن ذاب فـؤاده مـن غلةٍ لـو مـست الصخر الأصم لذابا
لهفي لجسمك في الصعيد مجرَّدا عـريان تـكسوه الـدماء ثيابا
تـرب الجبين وعين كل موحِّد ودَّت لـجسمك لـو تكون ترابا
لـهفي لرأسك فوق مسلوب القنا يـكسوه مـن أنـواره جـلبابا
يـتلوا الكتاب على السنان وإنما رفـعوه به فوق السنان كتابا(1)
(فائزي)
نـاداها مـن فـوگ الرمح الله يرعاچ صـبري يخويه او سلمي أمرچ المولاچ
راسـي على راس الرمح هلرايح اوياچ ويـاچ يـبره العايله او يرعه اليطيحون
يـختي اسـتعدي لـلهظم والهظم جدام اولابـد يـودوچن سـبايا الطاغي الشام
اولابـد تـسمعين المسبه ابمجلسه العام وهـناك تـلگين لـلعذاب انواع وافنون
يختي اولو شفتي الحجر صكني دصبري او شفتي عصاه ايزيد تلعب فوگ ثغري
نـادت عسن لا بگه الذاك اليوم عمري اولا شوف بينه اهل الغدر خويه ايتشفون
ابـن امـي والـنعمين من آية الرحمن دومـه ابـحياته او موتته ايرتل القرآن
والله عـجايب خـارجي اتنادي العدوان والـبحر مـا غـير صفاته البيه يذمون
(أبوذية)
الـصبر ثـوب او تفصلي وحاله على اللي ابمصرعه الباري وحاله
حـالي امـيسره الـباري وحاله ثـلث تـيام مـرمي اعله الوطيه
رأس الحسين (ع) يطاف به في أزقة الكوفة
قال في معالي السبطين: أمر ابن زياد برأس الحسين (ع) فطيف به في سكك الكوفة كلها وقبائلها. قال زيد ابن أرقم: مُرَّ عليّ برأس الحسين (ع) وهو على رمح وأنا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) (2) فوقف والله شعري وناديت: رأسك والله يا ابن رسول الله وأمرك أعجب وأعجب!! فلما فرغ القوم من التطواف به في الكوفة ردوه إلى باب القصر.
وفي تظلم الزهراء (ع) عن الحارث بن وكيدة قال: كنت فيمن حمل رأس الحسين فسمعته يقرأ سورة الكهف فجعلت أشك في نفسي وأنا أسمع نغمة أبي عبد الله يا ابن وكية أما علمت أنا معاشر الأئمة أحياء عند ربنا نرزق؟ قال: فقلت في نفسي: أسرق رأسه وأدفنه، فنادى: يابن وكيدة ليس لك إلى ذلك سبيل سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييري على الرمح.
رأس ابن بنت محمدٍ ووصيِّه لـلناظرين عـلى قناةٍ يرفع
والـمسلمون بمسمعٍ وبمنظرٍ لا مـنكرٌ مـنهم ولا متفجِّع
كحلت بمنظراك العيون عمايةً وأصـمَّ رزؤك كلَّ اذنٍ تسمع
مـا روضـةٌ إلا تـمنَّت أنها لك حفرةٌ ولخطّ قبرك مضجع
وكان رأس الحسين (ع) يلتفت إلى حامله فيخاطبه وهو في الطريق فرقت بين رأسي وبدني، فرق الله بين لحمك وعظمك وجعلك آية ونكالا للعالمين فيرفع السوط ويضرب الرأس الشريف حتى يكست هذا وزينب بنت علي تسمع وترى كل ذلك (3) فما يكون حال زينب؟ كأني بها تخاطبه:
رأسـك يـخويه ويـن ماروح اگبالي ابراس السمهري ايلوح
اشمابيه من اصوابات واجروح كـلهن ابگلبي او دمهن ايفوح
او جسمك العفته اهناك مطروح فـوگ الثره اولا نايحه اتنوح
أبـدا فـلا عـن بالي ايروح
ثم تشكو إليه همومها ومصائبها:
(مجردات)
عگب الخدر ذاك او دلالي ظـليت حرمه ابغير والي
وابگه ابيسر يحسين تالي او راسـك يشيلونه اگبالي
(أبوذية)
راح الـدلـل اسـكينه وداره انهجم بيته السعه ابچتله وداره
ابطرف رمحه رفع راسه وداره ابراس الرمح راس ابن الزچيه
(تخميس)
أيشالُ رأس ابن النبيِّ بأسمرٍ والـمسلمون بمسمعٍ بمنظرٍ
وأتـوه بين مهللٍ ومكبِّرٍ وأتت تخاطبه عقيلةُ حيدرٍ
والدمع من أجفانها يتهاما
(1) ـ الدر النضيد ص50 محسن الأمين.
(2) ـ سورة الكهف الآية: 9.
(3) ـ معالي السبطين. مقتل الحسين ص333 عبد الرزاق المقرم. الدمعة الساكبة ج5 ص53.