القصيدة: للشيخ حسن بن الشيخ علي بن الشيخ سليمان
البلادي البحراني ت: 1281هـ
هـو الدهر بالإعجال تسري ركائبُه كـما كـان بـالآجال تسعى نوائبه
تـولَّع بـالسادات فـي كـل كربةٍ فـمـا سـيِّدٌ إلا رمـته صـوائبه
وحـسبك موت المصطفى خير سيدٍ ومـن عـمَّت الأكوان طرّا مواهبه
قضى فقضى من بعده الحقُّ واختفت بـأستار لـيل الـجور منه كواكبه
وجـلَّل ثـوب الدين ثوبُ كسوفها كـما خـسفت بدر الوجود غياهبه
ولـم أنس مهما أنسى فاطم مذ دعت أبـاها بـدمع أقرح الطرف ساكبه
لـقد كـنت يـا خير الخلائق معقلا تـجلُّ عـقال الـنائبات جـوانبه
بنورك كانت تستضيء أولوا الحجا فـبعدك نـور الـحق أظلم لا حبه
فـوا ضـيعة الإسـلام بـعد كفيلها وخـيبة مـن أضـنت عليه مآربه
ومـن أيـن تـعلو لـلمحامد رايةٌ وأحـمدُها في الترب رضَّت ترائبه
فـهذا هـو الـرزء العظيم الذي به عظيم البلا يُنسى وتسلى مصائبه(1)
(فائزي)
حـضرت وفاته يا علي شيل الوساده وغمض اعيونه او جبّله اوگره الشهادة
اگره الـشهادة او مدد اشماله او يمينه ارسـوم الـمنيه بـينت عـاين جبينه
يـرشح عرگ منه او بعد سكَّن ونينه ذنـي عـلايم مـوت للمؤمن او عاده
الله يـساعد گلب ابو احسين او يجبره فاضت نفس طاها او سبط فوگ صدره
شـاله او تـوجَّه للذي حاضر ابكتره آجـركم الله ايگول يـا شيعة او يساده
اجـنازة نـبينه لـجل غايه امعطلينها اوكـاتٍ ثـلاثه كـل ملك صلى عليها
لـيش الجنازة البلعوادي امرضرضيها ظـلت لـجل تـظهر كرامات الشهادة
(نصاري)
ثـلث تيام برض الغاضريه ابو السجاد ظل جسمه رميه
او راسه منگطع چبد الزچيه وابـدمه عـزيز امه امعفر
رسول الله (ص) يودع أهل بيته (ع)
ذكر في مثير الأحزان عن ابن عباس قال: أن رسول الله (ص) كان في ذلك المرض يقول: ادعوا لي حبيبي فجعل يدعى له رجل بعد رجل فيُعرض عنه فقيل لفاطمة (ع): أمضي لعلي فما نرى رسول الله يريد غيره فبعثت فاطمة إلى علي (ع) فلما دخل فتح النبي (ص) عينيه وتهلل وجهه وقال: إليَّ يا علي فما زال يدنيه حتى أخذ بيده وأجلسه عند رأسه ثم اغمي عليه فجاء الحسن والحسين (ع) يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله (ص) فأراد علي أن ينحيهما عنه فأفاق رسول الله (ص) فقال: يا علي دعني أشمهما ويشماني ويتزودا مني أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلا فلعنة الله على من يظلمهما، يقول ذلك ثلاثا.
يا رسول الإله الأمين على الوح ي لـقد خـانك الـملا والقبيل
إن يـوما مـضيت فـيه ليومٌ لـيس يـسلوه لـلقيامة جـيل
وسـقوا أكـؤس الـمنية سبط يـك ولـم أدر بـعد ماذا أقول
أدركـوا وتـرهم فـذاك مسمو مٌ وهــذا بـثار بـدرٍ قـتيل
بـسنا رأسـه تـنوء الـعوالي وعـلى صـدره تجول الخيول
ثم مد يده إلى علي فجذبه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ووضع فاه على فيه وجعل يناجيه طويلا حتى خرجت روحه الطيبة فانسل علي من تحت ثيابه وقال: عظم الله أجوركم في نبيكم فقد قبضه الله إليه فارتفعت الأصوات بالصيحة رحم الله من نادى وا محمداه، وا أبا القاسماه، وا نبياه....
(مجردات)
نـورك يبو ابراهيم من غاب اظـلم عـله افراگك المحراب
او چبدي عليك انصدع وانعاب او لـبست الحزن والهمِّ جلباب
او دمع الحسن والحسين سچاب
(نصاري)
عمت عيني غدت تصرخ الزهره تون يم راس ابوها او تجر حسره
هـوت فوگه تنوح او تشم نحره او گلبها امن الونين انجسم نصين
يـبو ابـراهيم ما تگعد وحاچيك تـره روحي يعگلي ذابت اعليك
چنـت عـزنه يبويه نحتمي بيك يومك صعب كيف انفارگه اسنين
تقول الروايات: بقي جسم النبي (ص) يوما وليلة لم يوار الثرى، وسبب ذلك ليصلي عليه أهل المدينة وضواحيها وسمع هاتف في السماء ينادي ذلك اليوم: يا معشر المسلمين صلوا على نبيكم، فصلى عليه الناس يوم الاثنين وليلة الثلاثاء حتى الصباح صلى عليه الكبير والصغير والرجل والمرأة أهل المدينة ومن حولها (2).
أما الحسين (ع) فقد بقي ثلاثة أيام لم يوار جثمانه الطاهر ولم يصل عليه أحد ولكن:
صلَّت على جسم الحسين سيوفهم فـغدا لـساجدة الـضبا محرابا
ومـضى لهيفا لم يجد غير القنا ظـلاً ولا غـير الـنجيع شرابا
ظـمآن ذاب فـؤاده مـن غُلَّة لـو مـست الصخر الأصمَّ لذابا
لهفي لجسمك في الصعيد مجردا عـريان تـكسوه الـدماءُ ثيابا
(1) ـ رياض المدح والرثاء ص181 حسين بن علي البلادي البحراني.
(2) ـ مثير الأحزان ص180 للشيخ شريف الجواهري. الدمعة الساكبة ج1 ص220.