القصيدة: للشيخ الحافظ البرسي
آل النبيِّ بنو الوحي ومنبعُ الشر ف الـعـليِّ ولـلـعلوم مـفاتحُ
طُـرُقٌ الهدى سُنُنُ النجاة محبُّهم مـيزانه يـوم الـقيامة راجـح
الـجدُّ خـيرُ الـمرسلين محمد الهادي الأمين أخو الختام الفاتح
والأمُّ فاطمةُ البتولةُ بضعة الهادي الـرسول لـها الـمهيمن مانح
حـوريـةٌ إنـسـيةٌ لـجـلالها وجـمالها الوحي المنزَّل شارح
والوالد الطهرُ الوصيُ المرتضى عـلم الـهداية والمنار الواضح
مـولىً لـه الـنبأ العظيم وحبُّه الـنهج الـقويم به المتاجر رابح
أســد الإلـه وسـيفه وولـيُّه وشـقيق أحمد والوصيِّ الناصح
يـا ناصر الإسلام يا باب الهدى يـا كـاسر الأصنام فهي طوامح
يـا ليت عينك والحسين بكربلا بـين الـطغاة عن الحريم يكافح
أفـديه مـحزوز الـوريد مرمَّلا مـلقىً عـليه الترب سافٍ سافح
والـطاهرات حـواسرٌ وثواكلٌ بـين الـعدى ونـوادبٌ ونوائح
يـسترن بـالأردان نور محاسنٍ صـونا ولـلأعداء طرفٌ طامح
يا فاطم الزهراء قومي وانظري وجه الحسين له الصعيد مصافح
أكـفانُه نـسجُ الـغُبارِ وغُسلُه بـدم الـوريد ولـم تنحهُ نوائح
وعلى السنان (سنانُ) رافع رأسه ولـجسمه خيل العداة روامح(1)
(موشح)
ويـن هاشم تحضر الزينب تشوف يوم مشوها العده امن ارض الطفوف
عدها رضعان او حرم بين الصفوف امـسلبه او عـافت اجسوم اخوانها
ويـن هـاشم ويـن حـماية الجار خـل تشوف احريمها الشبعت مرار
ركـبوها اعله الهزل والظعن سار بـيـن گوم الـما تـعرف اديـانها
ويـن يـا هـاشم حـميتكم صفت مـن حـرمكم عـد يـزيد اتوگفت
اشـلون ذاك الـيوم عين الكم غفت مــا بـذلتوا ارواحـكم وابـدانها
لـيش تـغفه اعـيونكم ما ساهرت مـا سـمعتوا ابوگعة الطف الجرت
ذبـحة احـسين او حريمه اتيسرت او سـلبوا زيـنب عگب ولـيانها
(أبوذية)
حـرت يحسين بعيالك ولمها امصايب شفت ما يبره ولمها
درت بالطف بني هاشم ولمها تـسل اسيوفها او تنغر عليه
السيدة سكينة بنت الحسين (ع) تتخلف عن القافلة
قال في معالي السبطين: عثرت على رواية في كتاب مصباح الحرمين وهي:
بينما القوم يسيرون في دجى الليل، أخذت سكينة بالبكاء لأنها ذكرت أيام أبيها وماعليه من العز والإكرام، ثم رأت نفسها ذليلة بعد أن كانت أيام أبيها عزيزة فاشتد بكاؤها، فقال لها الحادي: اسكتي يا جارية فقد آذيتني ببكائك، فما سكتت بل غلب عليها الحزن والبكاء، وأنّت أنّة متوجعة، وزفرت زفرة كادت روحها أن تطلع، فقال لها: اسكتي يا بنت الخارجي، فقالت سكينة: وا أسفاه عليك يا أبتاه قتلوك ظلما وعدوانا وسموك بالخارجي، فغضب اللعين من قولها وأخذ بيدها وجذبها ورمى بها على الأرض، فلما سقطت غشي عليها وكأني بها تنادي:
(أبوذية)
يحادي ارد اتلف اعيوني وعمها فجع كل الورى امصابي وعمها
اشـحال الفگدت اخوتها وعمها وبـوها احـسين عز الهاشميه
قال الراوي: فما أفاقت إلا والقوم قد مضوا، فقامت وجعلت تمشي حافية في سواد الليل، تارة تقوم وتارة تقعد وتارة تستغيث بالله وتارة بأبيها وأخرى تنادي عمتهاو وتقول: أبتاه مضيت عني وخلفتني وحيدة غريبة فإلى من ألتجي وبمن ألوذ في ظلمة هذه الليلة في هذه البيداء.
(مجردات)
راح الأبو يا ناس عني واسـياط عدواني ولنّي
آه الزمان اشگد هظمني
فركضت ساعة من الليل في غاية الوحشة فلم تر أثرا للقافلة فخرت مغشياً عليها، فعند ذلك اقتلع الرمح الذي كان عليه رأس الحسين (ع) من يد حامله، وانشقت الأرض ونزل الرمح في الأرض إلى نصفه، وكلما اجتهد أن يقلع الرمح ويخرجه من الأرض لم يتمكن ولم يستطيع!! اجتمع خلق كثير وكلما اجتهدوا لم يستطيعوا.
(مجردات)
يـوم الـمشوا بـالظعن للشام والـروس فـوگ ارماح جدام
والـحرم تـنعه ابـدمع سجام او راس السبط نوماس الإسلام
اوچب او شافه الخاص والعام يـتـلفت ابـوجـهه لـليتام
او لـلطفله الـعگبت بالأهيام ظـلت يـويلي اتخط بالأجدام
فأخبروا بذلك عمر بن عسد، فقال: اسألوا علي بن الحسين (ع) عن ذلك، فما سألوا الإمام، قال: قولوا لعمتي زينب تنفقد الأطفال فلربما قد ضاع منهم طفل.
(مجردات)
گال الـهم او شـبَّت نار چبده او دمعه جره او سال اعله خده
امن الأطفال خاف اعگبت وحده يـو طـفل مـاذي الحبل زنده
هـاي اعـله بوي اتصير شده اطـفاله كـلها اعـزاز عـنده
اولـن سـكنه اتصوّت مجهده يـتيمه الـظعن ذبـني او تعده
فلما قيل لزينب الكبرى (ع) جعلت تنفقد الأيتام وتنادي كل واحد منهم باسمه، فلما نادت سكينة فلم تجبها فرمت زينب بنفسها من على الناقة وجعلت تنادي: وا غربتاه، وا ضيعتا، وا رجالاه، وا حسيناه، بنيه سكينة في أي أرض طرحوك، وفي أي واد ضيعوك، فرجعت إلى وراء القافلة وهي تعدو في البوادي حافية، والشوك يدخل في رجليها، وتصرخ وتنادي، حتى عثرت عليها وأوصلتها إلى القافلة، هذا ودموعها جارية وحسراتها وارية (2)
(مجردات)
چاويـن عني وعنچ احسين الچنـه ابـفيه مـستظلين
والـنه الخلگ كلها مذعنين امن الدهر ما چنه امخطرين
تچتـل زلمنه انظل نساوين حـياره يساره اندير بالعين
بالذله عگب احسين تمسين
***
يـا حرَّ قلبي لآل الله قد حُملت بين الأجانب فوق الأنيقِ الهُزُلِ
وبـينها الـسيدُ السجاد ممتَحنا قد أوثقوه على عُجفٍ من الإبل
(1) ـ أدب الطف ج4 ص241.
(2) ـ معالي السبطين ج2. وقريب منه ما في الدمعة الساكبة ج5 ص75/76.