القصيدة: للسيد هاشم الستري البحراني
من شعراء القرن الثالث عشر الهجري
قـم جدِّد الحزن في العشرين من صفر فـفـيـه ردَّت رؤوس الآل لـلـحفر
يـا زائـري بـقعةً أطـفالهم ذبـحت فـيها خـذوا تـربها كحلا إلى البصر
وا لـهفتا لـبنات الـطهر حين رنت إلــى مـصارع قـتلاهن والـحفر
رمـين بـالنفس من فوق النياق على تـلك الـقبور بـصوت هـائلٍ ذعر
فـتلك تـدعو حـسينا وهـي لاطمةٌ مـنها الـخدود ودمـع العين كالمطر
وتـلـك تـصرخ وا جـداه وا أبـتاه وتـلك تـصرخ وا يـتماء في الصغر
فـلـو تــروا أمَّ كـلـثومٍ مـناشدةً ولـهى وتـلثم تـرب الـطفِّ كالعطر
يـا دافـني الرأس عند الجثة احتفظوا بالله لا تـنـثروا تـرباً عـلى قـمر
لا تـدفـنوا الـرأس إلا عـند جـثَّته فـإنها روضـة الـفردوس والـزهر
لا تـغسلوا الـدمَّ عـن أطراف لحيته خـلوا عـليها خـضاب الشيب والكبر
رشُّـوا عـلى قـبره مـاءً فـصاحبه مـعـطَّشٌ بـلـلوا أحـشاه بـالقطر
لا تـدفـنوا الـطفل إلا عـند والـده فـإنه لا يـطيق الـيتم فـي الـصغر
لا تـدفـنوا عـنهم الـعباس مـبتعدا فالرأس عن جسمه حتى اليدين بري(1)
(مجردات)
يخويه امن السبي جينه اولفيناك يـخوهي او للگبر كلنا گصدناك
يخويه ابنفسي اگعد ساعه اوياك يخويه اتيسرت من عگب عيناك
يـخويه اشلون وليه ولية اعداك يـخويه لا كـفن لا دفن عفناك
يـخويه اتحيرت والله ابيتاماك يـخويه كل مرار الگيته اهناك
يخويه اگبالي او ضربوا ثناياك يخويه او ينشتم ممدوح الأملاك
يخويه البصر گلي اشلون وياك يـخويه لـلمدينه اسـدر إبلياك
(مجردات)
زيـنب تصب دمعات العيون واتـصيح يـالباللحد مدفون
اگعد او شوف احوالنه اشلون وانـظر يـتاماك الينوحون
بدموع عبره او گلب محزون او ضرب السياط اثر بالمتون
حالة النساء حين وصول إلى كربلاء
قال في معالي السبطين نقلا عن كتب المقاتل:
واكتبت فاطمة بنت الحسين (ع) على قبر أبيها ثم بكت بكاء شديدا حتى غشي عليها.
أما الرباب بنت امرئ القيس زوجة الحسين (ع) فإنها أقامت على قبر الحسين (ع) سنة كاملة.
وأما أم كلثوم فقد نشرت شعرها ولطمت خدها ونادت برفيع صوتها: اليوم مات جدي محمد المصطفى، اليوم مات علي المرتضى، اليوم ماتت أمي فاطمة الزهراء، اليوم حل الثكل بالزهراء، وباقي النساء لاطمات نادبات، ناعيات قائلات: وا مصيبتاه، وا حسيناه، وكأني بهن:
(مجردات)
جـينه او عـله گبرك گعدنه او نخيناك يا عزنه او ضمدنه
هـاي الـمحامل گوم ردنـه لرض المدينه او وطن جدنه
مـهي إمناسبه الغربه تردنه
ثم صاحت سكينة: وا محمداه، وا جداه، يعز عليك ما فعلوا بأهل بيتك ما بين مسلوب وجريح، ومسجون وذبيح، وا حزناه، وا أسفاه.
فبكت ملائكةُ السما لبكائها وبكى النبيُّ لها بدمعٍ هائل
هذهي الرزية للنبيِّ وآله جلَّت فما رزءٌ لها بمماثل
قيل: وأجالت زينب بطرفها يمينا وشمالا فقيل لها: لعلك تريدين شيئا؟ فقالت: قوموا بنا إلى قبر أبي الفضل العباس فجاء بها الإمام زين العابدين حتى أوقفها على قبر أبي الفضل العباس وهو باكي العين قائلا: عمه هذا قبر أخيك أبي الفضل رمت بنفسها على القبر منادية: وا أخاه وا عباساه.
(مجردات)
لـونّ الگبر ينكشف بابه لجيمن عليه وانگل اترابه
اصل للولي واسمع جوابه واعتب عليه واكثر اعتابه
(نصاري)
صاحت بالحرم گومن امشنه لـعد اللي تكفلنه امن اهلنه
نريده ايگوم ويردنه الوطنه او مثل ما جابنه بينه ايتوزم
ثم قصدت كل واحدة قبر فقيدها، فرملى عند ولدها القاسم:
(مجردات)
يـبني ارد افك گبر النمت بيه او بيك ارد اكلفه او بيك اوصيه
يـا گبـر جـاسم عينك اعليه بـتـراب لـحدك لا تـغطيه
مـا يحمل ابني او خاف تاذيه
وليلى عند قبر ولدها علي الأكبر:
(مجردات)
جيت ارد افك الگبر بيدي وانـظر لـعد حالة اوليدي
فگد الـولي يـبَّس وريدي عزيزي علي واهلال عيدي
وأما زينب فكانت تقوم من قبر وتجلس عند قبر آخر:
(مجردات)
لـجيم الـعزه واصـبغ اهدومي سود اعله اخوتي او روس گومي
وحـرَّم عـليَّه طـيب نـومي أنـا الـغاليه وارخصت سومي
قال بعضهم: انه لما عادت عائلة الحسين (ع) إلى كربلاء وراحت كل امرأة وطفل وطفلة إلى قبر عزيزها رأت ذلك حميدة يتيمة مسلم بن عقيل فسألت خالتها زينب (ع) قائلة: خالة أين قبر أبي مسلم فأجابتها ببكاء ونحيب بنية إن قبر أبيك في الكوفة فبكت تلك اليتيمة (2) وكأني بها:
(مجردات)
اجـت سايله الزينب الكبره إتگلـها يـبت فاطم الزهره
چا وين ابوي او تجر حسره بـالكوفه ابوچ اهناك گبره
صاحت او منها الدمع عبره مصابٍ ما سده والله واجره
يتصدع الصخر الأصم لحالها وحشى ابن صخر لا تكاد تلين
مـتهللا تـعلو الشماتة وجهه وعـلى مـحياه السرور يبين
أيـعد ذلـك اليوم من أعياده فـرحاً وقـلب محمد محزون
(1) ـ معالي السبطين ج2.
(2) ـ معالي السبطين ج2 عن بعض الشعراء.