القصيدة: للشيخ علي الجشي القطيفي
ت: 1376هـ
عرِّج على جدث المختار في القِدَمِ والمصطفى قبل خلق اللوح والقلم
واسق العراص من الأجفان من كبد تـحولت بـالجوى دمعا عقيب دم
وأرسـل الزفرات القاتلات شجىً لـفقده لـوما لاقـى مـن الأمـم
لـم أنسه فوق فُرش السُقم حفَّ به أهلوه من رهطه الأدنى أولي الكرم
يُـصعِّدُ الـطرف عـلما منه أنهم يـمسون مـا بين مسمومٍ ومهتضم
فـلم يـزل تارةً يغشى عليه أسىً وإن يُـفق تارةً يوصي الورى بهم
حـتى قضى وبعينيه قذىً وشجىً بـحلقه أسـفا والـقلب في ضرم
والـهفتاه لـخير المرسلين قضى مـقطَّع القلب من سُمٍّ(1) ومن ألم
يـا راحـلا زهرةُ الدنيا به رحلت والـروض زهرته من وابل الدِيَم
وقـد بـكى كلُّ شيءٍ في الوجود أسىً حـتى الـحمامُ بـقرع الـسنِّ بـالندم
كــلٌّ مـصـابٌ بـه لـكنَّ عـترته أشكى الورى فهم الأدنون في الرحم(2)
(نصاري)
شبگ فوگ الحسن ويلي والحسين الـكل منهم يحبه او تجري العين
مـن بـعدك يجدنه اوجوهنه وين او هاي الناس تدري اشلون غِدَّر
مـن يـنغر عـلينه اهـنا يجدنه مـن بـعدك تراهو ايزول عزنه
مـن بـعدك تـره ايهظمون أمنه أو يـبگه المرتضى وحده امحير
(أبوذية)
اشكثر حامي الحمه صابر ويتنه الـداري اعـداك متعنيه ويتنه
ابقسوه امن اوصلت لينه ويتنه صحت يابا الحسن لحگ عليه
أين وصية رسول الله في أهل بيته يا أمة رسو الله؟
قال في كشف الغمة: دخلت فاطمة (ع) على النبي (ص) وهو في سكرات الموت فانكبت عليه تبكي ففتح (ص) عينيه وافاق وقال: يا بنية أنت المظلومة بعدي وأنت المستضعفة بعدي فمن آذاك فقد آذاني ومن غاظك فقد غاظني ومن سرك فقد سرني ومن برك فقد برني ومن جفاك فقد جفاني ومن ظلمك فقد ظلمني لأنك مني وأنا منك وأنت بضعة مني ورحي التي بين جنبيَّ. ثم قال (ص) إلى الله أشكو ظالميك من أمتي، ثم التفت إلى أمير المؤمنين (ع) (بعدما أخبره بأن ابنيه الحسن والحسين سيقتلا) قال: يا علي وأنت المظلوم المقتول بعدي وأنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة (3). أقول: ومما ينسب إلى أمير المؤمنين من شعر فهو حق فيما جرى على أهل البيت (ع):
فيا خير من ضمَّ الجوانح والحشى ويا خير ميتٍ ضمَّه الترب والثرى
لـقد غـشيتنا ظـلمةٌ بـعد موته نهارا فقد زادت على ظلمة الدُجى
(نصاري)
ريـته ايـشاهد الـبضعة الزهره او يشوف الضلع منها اشلون كسره
او يـوم اللي وصيه انطبر طبره او يشوف الدم نزل واللون مصفر
او يـشوف الحسن من چبده تخذّم ابـسم واحسين يبچي ابدمع من دم
او يـوم احـسين ابـد مثله فلا تم انـذبح عـطشان وابـدمه تـعفَّر
نعم لقد كان أهل البيت (ع) كلما ظلموا رفعوا أصواتهم بالنداء مخاطبين رسول الله (ص) فهذه مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء تقف عند القبر بعد وفاته (ص) بأيام بعد هجوم القوم على دارها قائلة:
قـد كـان بـعدك أنباءٌ وهنبثةٌ لو كنت شاهدها لم تكثر الخُطُبُ
إنـا فـقدناك فقد الأرض وابلها واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا
أبدت رجالٌ لنا نجوى صدورهم لما مضيت وحالت دونك التُرُب
تـجهمتنا رجـال واستخف بنا لما فقدت وكلُّ الإرث مغتصب
فـليت قبلك كان الموت صادفنا لما مضيت وحالت دونك الكُثُب
إنـا رزينا بما لم يُرز ذو شجنٍ من البرية لا عجمٌ ولا عرب(4)
(نصاري)
يـبو ابـراهيم مـن عگبـك مظلمه الدار تـدري ابـيوم بـويه هـجمت الأشـرار
الـبـيت ابـحطب رادت تـحرجه ابـنار والـدخـان مــن گبــر غـدت رنَّـه
گمـت لـلباب لاكـن مـا عـليّه احجاب او حـسن بيه الرجس من لذت خلف الباب
عصرني واسگطه المحسن او صدري انعاب اكـسروا ضـلعي او جـنيني ايـست منه
نعم كان ذكرت قبل قليل بأن سيدتنا فاطمة قد نادت وا أبتاه وهكذا فإن ابنتها سيدتنا زينب أيضا نادت في كربلاء يا جداه يا رسول الله صلى عليك مليك السماء هذا حسين بالعراء محزوز الرأس من القفا.
(تخميس)
نصبوا السقيفة للخلافة سُلَّما ظلما وأجروا دمعَ فاطمةٍ دما
قسما برب الخلق طُرَّا والسما لـولا سقوطُ جنين فاطمةٍ لما
أودى لـها في كربلاء جنينُ
(تخميس)
عـن فـاطمٍ قـتلُ ابنها متفرِّعُ وبـسقطها بالطف أودت رُضَّعُ
وبـسيل أدمُـعها أسـيلت أدمعُ وبكسر ذاك الضلع رُضَّت أضلُعُ
فـي طـيِّها سـرُ الإله مصون
(1) ـ يؤكد الشاعر هنا الرواية القائلة أن رسول الله مات بسبب سم دسته إليه إحدى النساء اليهوديات، راجع البحار فهناك أكثر من رواية تبين كيفية موته (ص) بالسم وقد قال البهبهاني صاحب الدمعة الساكبة عن تلك الروايات بأنها معتبرة ونص كلامه: قد وردت أحاديث معتبرة أن النبي مات شهيدا مسموما ج1 ص223.
(2) ـ شعراء القطيف ص282 علي المرهون.
(3) ـ كشف الغمة.
(4) ـ فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد ص502 للسيد كاظم القزويني.