القصيدة: للشيخ ناجي خميس الحلي
ت: 1349هـ
إلـى الله نشكوا عندك اليوم أمرنا وأنـت بـنا يا صاحب الأمر عالم
حـنانيك يابن المصطفى أيُّ بقعةٍ تـبيت بـها خـلواً وعيشك ناعم
أهل نسيت يا صاحب العصر فاطمٌ غداة قضت في عصرة الباب فاطم
أم المرتضى يُنسى وقد شقَّ رأسه أخـو شـقوةٍ عادٍ على الدين ناقم
أمـا الـحسنُ المقتول بالسمِّ بعدما تـهضَّمه مـن عصبة الغدر غاشم
ويـومُ حـسنٍ ليس يُحصيه ناثرٌ ولـم يـستطع تـعداد بلواه ناظم
غـداة ابن حربٍ بات يشتدُّ وطأةً عـلى الـدين حقٌّ منه دُكت قوائم
لـك الله يابن المصطفى من مقاوم إبـاءً مـن الأهـوال مـالا يقاوم
إلـى أن قضيت النحب صبرا وما مـن الـملأ الأعـلى عليك المآتم
وتُمسي لدى الهيجاء توسدُك الثرى رغـاما بـه أنـف الحمية راغم
وتـرفع مـنك السمر رأسا وللظبا عـليك كـما شـاء الإبـاء علائم
وأعظم شيء مض في الدين وقعه ومـا دهـيت فـي مثله قط هاشم
صـفايا رسـول الله بـين أمـيةٍ بـرغم الهدى أصبحن وهي غنائم
أيرضى لكم عزُّ الكرام بأن يرى عـلى ذُلل الأجمال منكم كرائم
يعز على الزهراء فاطم أن ترى تهان بمرأى الناظرين فواطم (1)
(مجردات)
راحـوا البيهم چان رجواي والـمن ابـثَّن بـعد شكواي
وآنـه الچنت ما ترد نخواي اولا يوم أخوتي سمعوا ابچاي
تـالي سـبيه ابـولية اعداي واصـفج يميني فوگ يسراي
او روس العزاز إگبال عيناي او حچي الشماته مرّد اچلاي
او طبگت علينه اهموم دنياي واشـما أمـيل اتـميل وياي
راحـوا هلي او تهيت منواي
(أبوذية)
وحگ الـلي تعبده الخلگ وحده مشه الحادي ابخوات احسين وحده
غـدن وحـده تـلوذ ابكتر وحده يــوم الـطبن الـديوان امـيه
كيفية دخولهم (ع) إلى الكوفة (رواية ثانية)
نقل في الدمعة الساكبة عن سهل بن سعيد الشهرزوري عن جديلة الأسدي قال لي: يا أخي كنت بالكوفة سنة إحدى وستين حين ما انصرف الناس من كربلاء فرأيت نساء مهتكات الجيوب لاطمات الخدود فقلت لشيخ من أهل الكوفة ماذا صار؟ قال أولا ترى رأس الحسين؟ فبينما يقص عليَّ ذلك وإذا بامرأة كأنها التبر المذاب على سنام بعير أدبر من غير وطاء ولا حجاب فسألت عنها فقيل لي هذه أم كلثوم وإذا خلفها ولد قد أضر به الوجع على سنام بعير أعجف ـ هزيل ـ ورأسه مكشوف والدم يسيل من ساقيه فسألته من هذا الولد؟ فقال: علي بن الحسين (ع) فخنقتني العبرة وإذا بنساء أهل الكوفة تناول الأطفال الذين في حجور النساء من خمس تمرات وقطعة رغيف فصاحت بهم أم كلثوم فإن الصدقة علينا حرام وجعلت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض فضج الناس بالبكاء والنحيب فشقوا الجيوب ونادوا: وا ابن بنت نبياه، وا حسناه، وا حسيناه...
وكأني بالعقيلة زينب (ع) تخاطب أخاها أبا الفضل العباس (ع):
(نصاري)
صـدت زيـنب الـصوب المسنات لـعد عـباس گامـت ترفع أصوات
تگلـه ويـن يـا صـاحب الكلفات غـبت وانـته الـكفيل الـما تعذَّر
آنـه امـن الـمدينه اطـلعت وياك او چنت طول الدرب يا خوي بحماك
ايـصير اصـبح سبيه ابولية اعداك يـباريني زجـر لـو سـرت بالبر
يـخويه يـا بـعد عگلي والأنفاس يـراعي الـمرجله المهيوب عباس
چي تـرضه اروح امـهبطه الراس وانـه زيـنب وابـوي الليث حيدر
قال الراوي: فعميت عيناي من البكاء وإذا بامرأة تبكي وتصيح أما تغضون أبصاركم عن حرم رسول الله (ص) فضج النسا بالبكاء والعويل فقلت من هذه؟ فقالوا: زينب (2).
(نصاري)
چنت ما ينسمع يا ناس صوتي عقيله امخدره او مرفوع صيتي
عـالي المجد بين الناس بيتي تـاليها ابـيسر مـا بين غدَّر
يـا عـباس خـويه يـا شفيه مـنته الـلي جبتني الغاضريه
چي ترضى أظل عگبك سبيه لـبن زيـاد واعـليه ايـتفكَّر
(أبوذية)
ترست اچفوفي من دمعي وملّيت او كتبت اهمومي بالعبره وملّيت
اجزعت من كثر ما أصبر وملّيت الـجبال اتـمور مـن همّ العليه
***
أتغضي على هظمي وسلبي وهتكهم حماي كأني ليس حامي الحمى أبي
أأسـبى ولا سـمر الرماح شوارعٌ أمـامي ولا البيض الرقاقُ بجانبي
(1) ـ البابليات ج4 ص99.
(2) ـ الدمعة الساكبة ج5 ص43/44.