القصيدة: للشيخ عبد الحسين الحويزي
ربـيبةُ حُـجر المصطفى عزَّ شأنُها بـعلم مـدى الـعشر العقول غمارَها
أقـرَّت مـن الإيمان عيناً بشخصها وفـد سَـلَبَت أيـدي الـعداة قرارَها
عـصائبُ فـي ليل الضلال تسكَّعت لإطـفـاء نـور الله تُـوقِدُ نـارها
صـبيحةَ دار الـقومُ حـول رواقها وراحـت بـنار الحقد تُحرقُ دارها
وقـد دخـلت مـن غير إذنٍ خباءها وعـنها أمـاطت حُـجبَها وستارها
فـما أمـهل الأقـوام بـنت مـحمدٍ تـلوثُ عـليها مُـرطَها وخـمارها
إذا كنت لم تعلم على الطهر ما جرى بـدار الـحمى سـل بابَها وجدارها
لـقد أسـقطت مـنها الـجنين بحنَّةٍ مـن الـهمِّ تُشجي خُمسها وعِشارها
وريـعت بـوكر القدس منها فراخُها وأعـينُها رعـبُ الـرجال أطارها
فـما هـجعت عـينٌ لها ذات عبرةٍ أطـالـت شـجاها لـيلَها ونـهارها
أتـكسرُ كـفَّ الـبغي أضـلعُ فاطمٍ ومـا أصـلح الإسلامُ منها انجبارها
وفـي صـدرها المسمارُ قد ظلَّ ثابتا وقـد لـقيت منها الضلوعُ انكسارها
أفـاطـمة بـالسوط بـسودُّ مـتنُها وأعـينُها بـاللطم تُـبدي احمرارها
فـما بَرِحت مسجورة القلب بالشجى تُصوِّبُ من حمر الدموع غزارها(1)
(مجردات)
يـا بـاب فـاطم يـمّ الأطياب السدلت اعليك ايد الهدى احجاب
جـيت ارد انشدك واسمع اجواب اعليك اشجره او متردد الأصحاب
الگصـدوك يوم المصطفى غاب واتـجسروا اعله الطهر الأذناب
او كـسروا ضلعها كسر ما طاب او مـحسن سگط في عتبة الباب
واظـن ما دره البسمار منصاب صـدرها لعد صدر النبي صاب
(أبوذية)
علي بالليل غطه النعش من شال او من شيّع الزهره اوياه من شال
عـسنه الي دفع للباب من شال الـكتلها او فـجع لاولاد الزكيه
وصية الصديقة فاطمة (ع)
لما حانت وفاتها طلبت من أمير المؤمنين (ع) أن يجلس إلى جنبها لتوصيه بما تريد قائلة له يا ابن العم اجلس عندي هنيئة فقد حان الفراق فأخذ برأسها ووضعه في حجره وجعل يقول:
هـو الـدهرُ لا تفنى عجائبُهُ عـن الكرام ولا تهدو نوائبُهُ
فليت شعري إلى كم ذا تُجاذبنا فـنونُه وإلـى كم ذا نُجاذبُهُ
فقالت: يا ابن العم هذا وقت الوصية لا وقت التعزية: فقال: ما وصيتك يا ابنة العم؟
قالت: أولا إن كان وقع مني في مدة حياتي تقصير فاعف عني. قال: حاشاك يا سيدة نساء العالمين والتقصير بل كنت في نهاية المحبة لي والمودة والشفقة عليّ والرضا والشكر والقناعة بما يأتيك مني.
فقالت: والوصية الثانية: فإني أوصيك يا ابن العم، أن تلتفت إلى أولادي، فإنهما سيقتلان بعدنا وتشرد ذراريهما.
والوصية الثالثة: أن تتزوج بأمامة ابنة أختي لتقوم بخدمة أولادي.
والوصية الرابعة قالت يا أبا الحسن: غسلني من وراء الثياب ولا تكفني فإني طاهرة مطرة. (وتعلل بعض الأخبار لئلا يرى أمير المؤمنين ضلعها المكسور ومتنها المسود من ضرب السياط).
قال بعضهم فلما غسلها أمير المؤمنين (ع) من وراء الثياب ومر بيده على صدرها أحسّ بخسف فيه فإذا هو ضلع من أضلاعها مكسور فاعتزلها وجلس ناحية يبكي فأقبل إليه الحسنان وهما يبكيان وكانت أسماء تعينه على تغسليها فلما رأته كذلك أتت إليه وقالت: سيدي لِمَ تركت تغسيلها سيدي أتبكي لفراقها؟ فقال لا يا أسماء وإن عزّ عليّ فراقها، ولكن انظري هذا ضلع من أضلاعها مكسور وكانت تخفي عليّ ذلك.
أقول: يا أمير المؤمنين:
(أبوذية)
مـصايب فاطمه اعظامي بدنها واشوف البيت صار اظلم بدنها
او حـين الـغسَّلت بيدي بدنها كسر ضلعي كسر ضلع الزچيه
(أعود إلى وصيتها (ع)) ثم أوصته أن يتخذ لها نعشا لأنها رأت الملائكة صوروا صورته ووصفته له. بعد بماذا أوصته؟
وأن لا يشهد أحد جنازتي ممن ظلمني ومنعني ميراثي، ولا يصلوا عليّ، وإذا قضيت نحبي فغسلني وحنطني من فاضل حنوط رسول الله (ص) وكفني وصل عليّ وادفني بالليل إذا هدأت الأصوات ونامت الأبصار، ولا تقطعني من زيارتك، لأن لي بك أنسا عظيما.
أما الوصية الأخيرة: فهي إذا أنزلتني في القبر وسويت عليّ التراب فاجلس عند رأسي قبالة وجهي وأكثر من تلاوة القرآن والدعاء فإنها ساعة يحتاج الميت فيها إلى اُنس الأحياء.
أقول لقد سمع أمير المؤمنين (ع) وصيتها ودموعه جارية وقام بتنفيذها كما أرادت ولذا عندما قضت نحبها قام الإمام (2).
(بحر طويل)
مـثل مـا وصـت الـكرار بـالليل الـنعش شـاله شگ بـيدخ ضـريح الـها او دمعه اعله الوجن ساله
نـزلها او تـشب نـاره او يـنحب والـترب هـاله عـليها او صـاح يـالمختار امـست عـندك الزهره
وهـي الـتنبيك عـن حالي او عليها بالجره والصار مـن غـضب الـفدك والجور وابچاها او هجوم الدار
يا بان الحسن(يا فرج الله)سل السيف بيمينك وخذ بالثار او دلـينه اعـلى حـفرتها عـلينه ضـاعت الحفره
(أبوذية)
ابهظم وابضيم هالدنيه نعشها ولا يوم الدهر روحي نعشها
عله الشالوا ابليل اظلم نعشها او دفنها ابليل حماي الحميه
***
مـاتت ولم يشهدوا ليلا جنازتَها سـوى عـليٍّ وعـمارٍ وسلمانِ
وفي الصحيح رووا أن النبيَّ بها قـد قال فاطمُ روحي وجثماني
(1) ـ ديوان الحويزي ج2 ص67.
(2) ـ وفات الصديقة الزهراء، عبد الرزاق المقرم. وفاة فاطمة (ع) للبلادي.