القصيدة: للعلامة عز الدين ابن أبي الحديد المعتزلي
المدائني البغدادي ت: 656هـ
يـا من له في أرض قلبي منزلٌ نِـعمَ المراد الرحبُ والمسترجعُ
أهـواك حتى في حُشاشةٍ مهجتي نـارٌ تـشُبُّ عـلى هواك وتلذع
وتـكاد نـفسي أن تذوب صبابةً خـلقا وطـبعا لا كـمن يتطبَّع
ولـقد بـكيت لـقتل آل مـحمدٍ بـالطفِّ حـتى كل عضوٍ مدمع
عقرت بناتُ الأعوجية هل درت مـا يُـستباح بـها وماذا يُصنع
وحـريم آل مـحمدٍ بـين العدى نـهبٌ تـقاسَمُه الـلئامُ الواضع
تـلك الضعائن كالإماء متى تُسَق يُـعنَف بـهنَّ وبـالسياط تُـقنَّع
مـن فـوق أقتاب الجمال يشلّها لـكعٌ عـلى حـنقٍ وعبد أكوع
مـثل الـسبايا بـل أذلّ يُـشقُّ مـنهن الـخمار ويُستباح البُرقُع
فـمصفدٌ فـي قـيده لا يـفتدى وكـريمةً تـسبى وقـرطٌ يُنزع
تالله لا أنـسى الـحسين وشِلوَه تـحت الـسنابك بالعراء موزَّع
مـتلفعا حـمر الـثياب وفي غدٍ بـالخضر فـي فـردَوسه يتلفَّع
تـطأ الـسنابك صـدره وجبينه والأرض ترجف خيفةً وتضعضع
والشمس ناشرةُ الذوائب ثاكلٌ والـدهرُ مشقوق الرداء مُقنَّع
لهفي على تلك الدماء تُراقُ في أيـدي أمية عنوةً وتُضيَّع(1)
(مجردات)
ادمـوعه المحب تجري للحسين الـظل وحـيد او مـاله امعين
او دارت عـليه الگوم صوبين ابصدره او حلگه انصاب سهمين
او تـاليها حـزوها الـوريدين تـمنيت حـاضر يبو الحسنين
او تـنظر الجسمه الصار نصين شـي بـالرمح يـبره النساوين
والـجسد عـاري ابـغير تكفين
عائلة الحسين (ع) في طريقها إلى الشام
قال السيد في اللهوف: وسار القوم برأس الحسين (ع) ونسائه والأسارى من رجاله فلما قربوا من دمشق دنت أم كلثوم من شمر وكان في جملتهم، فقالت له: لي إليك حاجة، فقال: ما حاجتك؟
قالت: إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظَّارة، وتقدم إليهم وقل لهم: ان يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحام وينحَّوا بها عنها، فقد خزينا من كثرة النظر إلينا، ونحن في هذه الحال، فأمر في جواب سؤالها أن تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل وسلك بهم بين النظارة (2).
(مجردات)
نـترجه گمنه الشمر منه عـنه يبعد روس اهلنه
بـلكت تكف الناس عنه من شوفهم والله انفضحنه
وفي المنتخب: ثم أنهم لما قربوا من بعلبك، كتبوا إلى صاحبها بأن تلقانا، فان معنا رأس الحسين (ع) فأمر بالرايات فنشرت، وخرج الصبيان يتلقونهم على نحو من ستة أميال فرحا بهم، فقالت أم كلثوم: أباد الله كثرتكم، وسلط عليكم من يقتلكم، ثم بكى عند ذلك علي بن الحسين (ع) وقال:
هـو الـزمانُ فلا تفنى عجائبه عـن الـكرام وما تهدأ مصائبُهُ
فليت شعري إلى كم ذا تُجاذبُنا فـنونه وتـرانا كـم نـجاذبه
يُسرى بنا فوق أقتاب بغير وطا وسائق العيس يحمي عنه عازِبُه
كـفرتُم بـرسولِ اللهِ ويـحكم فـكنتم مـثل من ضلت مذاهبه
وفيه: قال: ونصبوا الرمح الذي فيه الراس إلى جانب صومعة راهب، فلما جن الليل اشرف الراهب من صومعته، ونظر إلى الرأس وقد سطع منه النور، وقد أخذ في عنان السماء، فجزع الراهب من ذلك.
فلما أصبحوا وهموا بالرحيل، أشرف الراهب عليهم وقال: ما الذي معكم؟ قالوا: رأس الحسين بن علي، فقال: ومن أمه؟ قالوا: فاطمة بنت محمد.
قال: فجعل الراهب يصفق بكلتا يديه وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، صدقت الأخبار فيما قالت: فقالوا: وما الذي قالت الأخبار؟ قال: يقولون: إذا قتل هذا الرجل مطرت السماء دما، وذلك لا يكون إلا لنبي، أو ولد وصي، ثم قال: وا عجباه من أمة قتلت ابن بنت نبيها وابن وصيه (3).
(مجردات)
راس احسين والله يسطع ابنور او كـل الـملايك حوله اتدور
والـنوب اجته محزنه الحور او مـنها الدمع غدران ويفور
واتگول راسـه ليش مشهور والـجسم مـنه اشسبب معفور
والله يـسـاعد أم الـخـدور الچانـت تـشوفه البدر البدور
فوگ الرمح وهي على الكور
***
وبـنـاتٍ لـفـاطمٍ خـفراتٍ هـتكت بـين أعـين الأوغاد
يـتـجاوبن بـالبكا وُلَّـه الأح شاء بُحِّ الأصوات غرثى صواد
ورؤوس الـقتلى أمـام السبايا تـتهادى عـلى الـقنا الـمياد
لـيت عـيناً رنت لها بالتشفِّي كُـحِلَت بالعمى وطول السهاد
(1) ـ أدب الطف ج5 ص63.
(2) ـ اللهوف ص76.
(3) ـ المنتخب ص481.