القصيدة: للسيد حيدر الحلي
أيُّ يــومٍ بـشفرةِ الـبيض فـيه عـاد أنـف الإسـلام وهـو جديعُ
يـوم أرسى ثقل النبيِّ على الحتف وخـفَّـت بـالـراسيات صـدوع
يوم صكّت بالطف هاشم وجه الموت فـالـموت مــن لـقاها مـروع
بسيوف في الحرب صلَّت فللشوسِ سـجـودٌ مــن حـولها وركـوع
فـأبـى أن يـعـيش إلا عـزيزا أو تـجلَّى الـكفاح وهـو صـريع
قـتـلقى الـجـموع فـردا ولـكن كـلُّ عـضوٍ في الروع منه جموع
زوَّج الـسـيف بـالنفوس ولـكن مـهرُها الـموت والخضاب النجيع
بـأبي كـالئا عـلى الـطف خدرا هـو فـي شـفرة الـحسام مـنيع
قـطعوا بـعده عُـراه ويـا حـبل وريــد الإسـلام أنـت الـقطيع
وسـروا فـي كرائم الوحي أسرى وعــداك ابــن أمِّـها الـتقريع
لــو تـراهـا والـعيس جـشَّمها الـحادي من السير فوق ما تستطيع
ووراهــا الـعفاف يـدعو ومـنه بــدم الـقـلب دمـعه مـشفوع
فـتـرفَّق بـهـا فـمـا هـي إلا نـاظـرٌ دامــعٌ وقـلبٌ مـروع
قـوِّضي يـا خـيام عـليا نـزارٍ فـلـقد قــوِّض الـعمادُ الـرفيع
وامـلئي الـعين يـا أميةُ نوما فحسينٌ على الصعيد صريع(1)
(مجردات)
يـا طارش اليثرب تعنَّه واگصد لعند انزول اهلنه
مـحاشيم اخـذ وياك منه ويـن الـمروه والمحنه
او زينب تنادي اهنا يهلنه لـسه اولا اتنشدون عنه
لـلشام هـالغرَّب ظعنه واحـسين راسه بدر چنه
رمـح الشمر بيه ايتشنه
(أبوذية)
ما حصلت بالطف راحه ولهه زلـمها راح تالي راح والهه
سبع خوان زينب راحوا الهه او تسعه اولاد عمها الطالبيه
السيد محمد ابن الحنفية يستقبل عائلة الحسين (ع)
قال في ثمرات الأعواد: لما دخل بشر بن حذلم المدينة وأخبر الناس بقتل الحسين (ع) وضج الناس بالبكاء والنحيب كان محمد ابن الحنفية مريضا، ولم يكن له علم بذلك الخبر الشنيع، فسمع أصواتا عالية ورجة عظيمة فلا يقدر أحد أن يخبره لخوفهم عليه من الموت لأنه قد أنحله المرض فألح عليهم بالسؤال فتقدم إليه أحد غلمانه وقال:
جلعت فداك يا ابن أمير المؤمنين إن أخاك الحسين قد أتى من الكوفة وقد غدر أهل الكوفة بابن عمك مسلم بن عقيل فرجع عنهم وأتى بأهله وأصحابه فقال له: لم لا يدخل عليّ أخي؟ قال ينتظر قدومك إليه قال: فنهض فوقع: وجعل تارة يقوم، وتارة يسقط وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فكأن قلبه أحس بالشر فقال: إن فيها والله مصائب آل يعقوب ثم قال: أين أخي أين ثمرة فؤادي أين الحسين، ولم يعلم بقتله فقالوا: يا مولانا أخوك بالموضع الفلاني، قال: قدّموا لي جوادي فقدم له الجواد واركبوه على جواده وحوله خدامه، حتى إذا خرج خارج المدينة فلم ير إلا أعلاما سودا فقال: ما هذه الأعلام السود والله قتل بنو أمية الحسين، فصاح صيحة عظيمة وخر عن جواده إلى الأرض مغشيا عليه، فركض الخادم إلى زين العابدين (ع) وقال له: يا مولاي أدرك عمك قبل أن تفارق روحه الدنيا فخرج وبيده منديل يمسح به دموعه إلى أن أتى عمه فأخذ رأسه ووضعه في حجره، فلما أفاق قال: يا ابن أخي، أين أخي، أين قرة عيني، أين نور بصري، أين أبوك، أين خليفة أبي، أين أخي الحسين (ع) فقال علي (ع): يا عماه أتيتك يتيما ليس معي إلا نساء حاسرات، ي الذيول عاثرات ناعيات نادبات، وللمحامي فاقدات.
(مجردات)
شـحچي يعمّي يا مصيبه گلـبي ترى گاضي نحيبه
حـتى الطفل گطعوا حليبه غير المشت يسره او سليبه
وادروب طـرتها رهـيبه مـن الـدهر شفنه عجيبه
بـنات النبي تصبح غريبه
يا عماه لو تنظر إلى أخيك يستغيث فلا يغاث، ويستجير فلا يجار، قتل وهو عطشان، والماء يشربه كل حيوان.
فصرخ محمد بن الحنفية حتى غشي عليه مرة ثانية، ولما أفاق من غشيته قال: يا أبن أخي قصَّ عليّ ما أصابكم.
قال الراوي: فكان السجاد يقص على عمه ودموعه تجري وهو يمسحها بمنديل كان في يده (2).
(مجردات)
جـيتك يـعمي يـا محمد وحـيد او شمل عزي تبدد
عـفت والدي ابكربلا امدد او يعمي ابرمح راسه تصعَّد
وآنـه اويـه عماتي امگيَّد امـيسر امن اجدامي امحدد
جـلبونه من مشهد المشهد هـظمنه فلا يتوصف ابحد
***
أيا عماهُ إنَّ أخاك أضحى بعيدا عنك بالرمضا رهينا
ولو عاينت يا عماه ساقوا حـريما لا يجدن لها معينا
على ظهر النياق بلا وطاءٍ وشـاهدتُ العيال مكشَّفينا
(1) ـ ديوان السيد حيدر ص87/88.
(2) ـ الدمعة الساكبة ج5 ص165.