القصيدة: للشيخ حسن بن عبد الله الجامع الخطي
ت: 1326هـ
هـنيئا لزوار الحسين فقد حظوا مـن الله بـالغفران والـبركات
كـأني بـهم قد أقبلوا وتسارعوا مـواكب كـبرى غير منقطعات
فـمن كـل قطرٍ أقبلوا وتبادروا بـلطمٍ ونـوحٍ عـالي الـنغمات
لـمشهد مولاي الحسين قد اعتنوا وفـي تـربه قد عفَّروا الجبهات
ولا سـيما فـي يوم عشرين إنه لـيومٌ عـظيمٌ جـدَّد الـحسرات
بـه جـاء زيـن العابدين وأهله مـن الـشام بعد السبي والكربات
ورأس حـسينٍ ردَّ بـعد إهـانةٍ إلـى جـسه مـن بعد حمل قناة
وزيـنب جـاءت والفواطم خلفها وأدمـعها تـجري على الوجنات
تـنادي ألا يـا نـازلين بكربلا دفـنتم لـمقتولٍ بـغير تـرات
فـهل رشَّ فـوق القبر ماءٌ فإنه قضى ظامئا في جنب شطِّ فرات
فوافوا بأرض الطفِّ جابر زائرا كـئيبا حـزينا دائـم الـزفرات
أقاموا العزا والحزن من فوق قبره وفي تربه قد أسكبوا العبرات(1)
(مجردات)
من ردَّن اعله اگبور اهلهن واعيونهن من صدن الهن
من فوگ الإجمال ابجمعهن كـلهن هُون للأرض كلهن
يـتصارخن وايهل دمعهن واتـنادي زينب يالجبتهن
يـحسين خويه من وطنهن دگعـد يـبو السجاد ردهن
عـوِّدن يمك من يسرهن يـبن امي ما تسمع عتبهن
ذنـي الدهر والبين طگهن بسهام غدره او طر شملهن
(مجردات)
يـا طـارشي خذلي وصيه بواچي او عتب لهل الحميه
واحچي الـجره بالغاضريه او هـظم الذي صاير عليه
عگب الـخدر أمشي سبيه لـيـزيد ودونـي هـديه
شنهو السبب ما اعتنوا ليَّه يـنامون عن هذي الرزيه
واحـسين دمـه عـد اميه اشبيدي هلي راحوا من اديه
السيدة زينب تصل إلى قبر الحسين (عليهما السلام)
قال في معالي السبطين: فلما بلغوا أرض كربلاء نزلوا في موضع مصرعه وجدوا جابر بن عبد الله مع جماعة من بني هاشم وغيرهم، وقد وردوا إلى زيارة الحسين (ع) فتلاقوا في وقت واحد، وأخذوا بالبكاء والنحيب واللطم، وأقاموا العزاء إلى مدة ثلاثة أيام.
قال بعض الأكابر نقلا عن بعض من حضر ذلك اليوم لما وصلت زينب (ع) إلى كربلاء نزلت من على ظهر ناقتها وهي تحمل تحت ردائها شيئا لا نعلمه حتى وصلت إلى قبر الحسين نأخرجته وإذا هو رأس أخيها الحسين (ع).
(مجردات)
جـيتك او جبت الراس وياي امن السبي او چانت بيه سلواي
او هـسه يخويه صار منواي اشـكي لـك احوالي ابممشاي
دنـهض يعزي او جلعة احماي او نـشف ابردنك دمع عيناي
انـخاك مـا تـنهض النخواي مـعـذور يـالمذبوح عـلماي
واجتمع إلى أهل البيت نساء أهل السواد، فخرجت زينب (ع) في الجمع، ونادت بصوت حزين يقرِّح القلوب: وا أخاه وا حسيناه، وا حبيب رسول الله، وا ابن مكة ومنى، وا ابن فاطمة الزهراء، وا ابن علي المرتضى، آه ثم آه ووقعت مغشيا عليها، واجتمع النساء فرششن عليها الماء حتى أفاقت (2).
وكأني بها:
يـا نـازلين بكربلا هل عندكم خـبرٌ بـقتلانا ومـا أعـلامُها
مـا حال جثة ميتٍ في أرضكم بـقيت ثـلاثا لا يـزار مقامها
بالله هـل رفعت جنازته وهل صـلى صـلاة الميتين إمامها
بالله هـل واريتموها في الثرى وهل استقرت في اللحود رمامها
وكأني بالجواب:
مـا غـسَّلوه ولا لفَّوه في كفنٍ يوم الطفوف ولا مدُّوا عليه ردا
(1) ـ شعراء القطيف ج2 ص51 علي المرهون.
(2) ـ معالي السبطين ج2