القصيدة: للسيد باقر الموسوي الشهير بالهندي
ت: 1329هـ
كـلُّ غـدرٍ وقـولِ إفكٍ وزور هو فرعُ عن حَجدِ نصَّ الغدير
فتبصَّر تُبصر هداك إلى الحقِّ فـليس الأعـمى به كالبصير
يـوم أوحـى الجليل يأمر طه وهو سارٍ أن مُر بترك المسير
حطَّ رحل السُرى على غير ماءٍ وكـلاً فـي الفلا وحرِّ الهجير
ثـم بـلغهمُ وإلا فـما بـلغت وحـيا عـن الـلطيف الخبير
أقـم المرتض إماما على الخلق ونـوراً يـجلو دُجى الديجور
فـرقـى آخـذا بـكفِّ عـليٍّ مـنبرا كـان من حُدوجٍ وكُور
إنَّ هـذا أمـيرُكم ووليُّ الأمير بـعـدي ووارثـي ووزيـري
هـو مولىً لكلِّ من كنت مولاه مـن الله فـي جـميع الأمور
فـأجباوا بـألسُن تُظهرُ الطاعةَ والـغدر مـضمرٌ في الصدور
بـايعوه وبـعدها طلبوا البيعةَ مـنـه لـله ريـبُ الـدهور
أسرعوا حين غاب أحمدُ للغدر وخـافـوا عـواقب الـتأخير
لـست تدري لم أحرقوا البابَ بـالنار أرادوا إطفاء ذاك النور
لـست تدري ما صدر فاطم ما المسارُ ما حالُ ضلعها المكسور
ما سُقوطُ الجنين ما حمرة العين ومـا بـالُ قُـرطها الـمنثور
دخلوا الدار وهي حسرى بمرأىً من علىِّ ذاك الأبيِّ الغيور(1)
(بحر طويل)
يـحامي الـجار بـيك اشصار للزهره متحميها تـشكي او تـبكي او تسمع شكاويها او بواچيها
لـلزهره مـتحميها يـحامي الجار بيك اشصار سـيفك كـلَّت احـدوده يـو فـرَّيت يا كرار
يـوم الگوم اجـوا لـيكم وجَّـوا بـابكم بالنار والـزهـره تـدافـعهم مــا تـنغر يـواليها
بـيديها تـدافعهم خـوف او روحـها راحـت عـنهم لـوّذت بـالباب عـصروها لما طاحت
كسروا للضلع بالباب طرحت محسن او صاحت تـعالي لـي يـفضه اتريد بس واحده تباريها
(أبوذية)
الـخصم ما عنده امروّه ولاذات او حـلت دنـياه بعيونه ولاذات
الزهره اختفت من عنده ولاذات وره الباب او عصرها ابن الدعيه
الهجوم على دار الزهراء (ع)
دخلت فاطمة (ع) على رسول الله (ص) في مرضه الذي توفي فيه فقال لها: بنية أنت مظلومة بعدي وأنت المستضعفة، فمن آذاك فقد آذاني ومن غاضك فقد غاضني ومن جفك فقد جفاني ومن قطعك فقد قطعني ومن ظلمك فقد ظلمني ومن سرك فقد سرني ومن وصلك فقد وصلني، لأنك مني وأنا منك، وأنت بضعة مني وروحي التي بين جنبيَّ، إلى الله أشكو ظالميك من أمتي وكأني بك يا بنية تستغيثين فلا يغيثك أحد من أمتي. فبكت فاطمة (ع) فقال لها: لا تبكي يا بنية قالت: لست أبكي لما يصنع بي ولكن أبكي لفراقك يا رسول الله. فقال لها: أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي.
وكان رسول الله (ص) في تلك الأيام كثيرا ما يبكي إذا نظر إلى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فإذا سألوه عن بكائه يقول إني أتذكر ضربة علي على رأسه ولطم فاطم على خدها وطعن الحسن في فخذه والسم الذي يسقاه، وقتل الحسين.
أقول: كما أخبر رسول الله (ص) لقد تحقق كل شيء حيث جرت المصائب على أهل البيت الواحد بعد الآخر وأولهم ظلامة فاطمة الزهراء (ع) التي اقتحم القوم عليها دارها.
يقول السيد المقرم في وفاته الصديقة نقلا عن البحار: فأصر ... أن يبعث إليه (إلى علي بن أبي طالب (ع)) فأرسل قنفذا أحد بني كعب بن عدي من الطلقاء، ومعه جماعة فاتوا بيت أمير المؤمنين فلم يأذن لهم في الدخول فرجع الجماعة وثبت قنفذ على الباب ولما سمع... من الجماعة ذلك غضب وأمرهم بحمل حطب ليضعوه على الباب فإن خرج أمير المؤمنين إلى البيعة وإلا أحرقوا البيت على من فيه ووقف... على الباب وصاح بصوت رفيع يسمع علياً وفاطمة لتخرجن يا علي إلى البيعة وإلا أضرمت عليك النار فصحت فاطمة مالنا ولك فأبى أن ينصرف أن تفتح الباب له ولما رأى منهم الامتناع أضرم النار في الحطب ودفع الباب وكانت ابنة رسول الله (ص) خلفها فمانعته من الدخول فركل الباب برجله وألصقها إلى الجدار ثم لطمها على خدها من ظاهر الخمار حتى تناثر قرطها وضرب كفها بالسوط فندبت أباها وبكت بكاءا شديدا عاليا ثم عصرها إلى الجدار ثانية فنادت أهكذا يفعل بحبيبتك وأستغاثت بجاريتها فضة وقالت لقد قتل ما في بطني من حمل (2) وأقبلت إليها فضة فأخرجتها من وراء الباب وجاءت بها إلى حجرتها وهناك أسقطت جنينها فأغمي عليها.
(نصاري)
غدت تصرخ يفضّه صدري انعاب او حـملي سگط مني ابعتبة الباب
اجت فضه او لگتها فوگ التراب يسيل امن الصدر واضلوعها الدم
(أبوذية)
آه اكـتاب حـزني مـن يـفضّه ابـد مـا يفض نوحي من يفضه
عـلى الصاحت تعالي لي يفضّه الحمل طاح او سگط فوگ الوطيه
نـادى عـدوها اشحيرك يربات الادلال نـادت او مثل المطر يهمل مدمع العين
عدنه عليل امن المرض يا يگدر ايگوم نـايم طـريح او سـادته بالخيم يا گوم
هـوّه البجيه من نسل هاشم او محزوم اوهو الشريده إلّي بگت من خلفة احسين
(تخميس)
ألا يـا كرام الحيِّ غبتم جميعُكم وخـلفتموا بالطفِّ تبكي نساؤُكم
حـواسر بين القوم تدعوا وراءكم أحـباي لـو غير الحمام أصابكم
عَتَبتُ ولكن ما على الموت مَعتَبُ
(1) ـ رياض المدح والرثاء ص280.
(2) ـ وفاة الصديقة ص61 عبد الرزاق المقرم.