القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي
تُـغضي وتـترك ثأرَ جدِّك مذ أتـت حـربٌ له بجنودها تترا
وعـليه حـرَّمتِ الفراتَ وإنما خـلـق الـفرات لأمِّـه مـهرا
سـامته إمـا أن يـبايع طـائعا أو أن يُـرى ملقىً على الغبرى
فأبى ابن حيدرةٍ مصالحة العدى ورأى الـمماة على الإبا أحرى
فـغدى يَـكُرُّ عـليهم فـتخاله الـكرام مـهما صـال أو كـرا
حـتى إذا أفنى الجموع وفلّ بي ض الـماضيات وحـطَّم السمرا
عـمدت إليه يدُ القضا فرمته في سـهمٍ أصـاب حشاشة الزهرا
فهوى على وجه الصعيد مصافحا فـي خـده خـدَّ الـثرى قسرا
أفـديه مـطروحا بعرصة كربلا والـخيل مـنه رضت الصدرا
أفـديه مـطروحاً بعرصة كربلا والـقوم لـم يـدعوا لـه طمرا
تـركوه عريانا على حرِّ الصفا مـلقىً ثـلاثاً لـم يـجد قـبرا
وسروا بنسوته على عُجُفِ المطا لـلشام بـعد خـدورها حسرى
تـطوي الـقفار على نياق ضُلَّعٍ وهـي الـتي لا تـعرف القفرا
فـإذا بـكت فالسوط يُؤلم متنها والـرمح يَـقرعُ رأسـها قهرا
وأشـدُّ ما يدع العيون سوافحا حتى المماتِ ويصدعُ الصخرا
إدخـالهن عـلى يزيد ثواكلا ووقـوفُهنَّ إزاءه أسـرى(1)
(مجردات)
زيـنب تطب ديوان من گال ويـه الـغرب عدوان وانذال
هـيه او جمع نسوان واطفال وامـربگه الاطـفال بـحبال
واعـظم امصيبه التشده البال لا سـتر عدهن لا من اظلال
ذاك الخدر عنهن مشه او شال شـملهن تشتت والحمل مال
(موال)
تـدري عـلينه اشسده ابطف كربله وجره
امن أهل الضلاله العدو اهوايه اشتره وجره
او بـالگلب نار الغضه من العطش وجره
عـطشان جـاب الطفل من هم طلب مايله
مـذبوح رد لـلخيم والـرگبه اجت مايله
فـزّاع يـوم الـنخه مـنهم شخص مايله
لـلشام رحنه ابسبي ابضرب واشتم وجره
إدخال السبايا على يزيد
قال الراوي: لما أدخلوا الرؤوس والسبايا في دمشق الشام، أمر يزيد فزينت داره بأنواع الزينة وأوصلوا الرؤوس والنساء وقت الزوال إلى باب يزيد، فأوقفوهم ثلاث ساعات ليأذن لهم يزيد بالدخول، بعد ذلك أدخلوا بنات رسول الله (ص) وحريمه عليه.
وروي عن الإمام الباقر (ع) انه قال: أتي بنا يزيد بن معاوية بعد ما قتل الحسين (ع) ونحن اثنا عشر غلاما وكان أكبرنا يومئذ أبي علي بن الحسين (ع) فأدخلنا عليه وكان كل واحد منا مغلولة يده إلى عنقه. فجعل رأس الحسين بين يديه وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرون إليه ـ أي لوجه الحسين (ع) لأنه يريد حرمانهم من النظر إليه وتلك من خساسة طبعه ـ إليه ثم دعا بسوط فجعل ينكب به ثنايا الحسين (ع) ويترنم بأبياته ابن الزبعرى:
لـعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
أما زينب فإنها لما رأته ينكت ثنايا أخيها الحسين (ع) نادت بصوت حزين يقرح القلوب: يا حسيناه، يا حبيب رسول الله، يا ابن مكة ومنى، يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء، ويا ابن بنت المصطفى (2).
(مجردات)
يـحسين راسـك حـين شفته تـلعب عصه ايزيد اعله شفته
ذاك الـوكت وجـهي لطمته او صديت له ابحرگه او ندهته
شـلـت يـمينك يـالضربته شـتمني او تـعدت له شتمته
يـا سـلوة الهادي او مهجته يـا أخـو المثلك ضيع اخته
(لچن) مـعذور يالحزوا رگبته
(مجردات)
عـساني الچتـل واروح ويـاك ولا شـوفتني مـخضوب بدماك
اولا شوف الرجس يضرب ثناياك يـريـف الـيتامه لا عـدمناك
(أبوذية)
عـساني الچتـل واروح ويـاك ولا شـوفتني مـخضوب بدماك
اولا شوف الرجس يضرب ثناياك يـريـف الـيتامه لا عـدمناك
***
ولـزيـنبٍ نــوحٌ يـهـدُّ جـوانب الـصمِّ الـصلاب
قـومـوا فـقـد غـلـبت ربيبات الخدور على الحجاب
سُـلـبت مـقـانعُها فـيها لـلـه لـلـعجب الـعجاب
(1) ـ ديوان شعراء الحسين (ع).
(2) ـ نفس المهموم ص436/442 عباس القمي.