القصيدة: للشيخ محمد رضا آل صادق النجفي
هـي زينبٌ لو كنت تعرف زينبا شـئتِ الـورى أمَّـا وبزتهم أبا
أخـتُ الـحسينِ ومن أتمت بعده نـهج الجهاد وقارعت نوب السبا
وتـعلمت مـن أمـها مكنون منا أوحـى الـنبيُّ لـها وما قد غيبِّا
حـتى إذا وافى المحرَّمُ واغتدت بـالطف ثـاكلةً بـمن سنوا الإبا
أبـدت جميل الصبر وهي وقورةٌ لـم تـشك مما نابها واعصوصبا
رأت الحماة مجزرين على الثرى وجـسومهم نـهب الأسنة والضبا
رأت الـعدى تـبتزُّ مـنها حُليَها خـمارها والـنار تـلتهم الـخبا
رأت الرؤوس على الرماح مُضالةً والـسوط يـقرع متنها إن تنحبا
ورعـت يتامى صارخين ومالهم مـن مصرخٍ وحمت عليلا متعبا
لـله مـا احتملته بنت المصطفى فـي الـسبي إذ لم تلف ندبا طيبا
يـحدو بـها عـليجٌ بـغير ترفقٍ فـيجوب بـيداءً ويـقطع سبسبا
ويـنال مـن سب الوصي وشتمه يـاللرزية وهـي تندب وا أبا(1)
(بحر طويل)
ابـوجهك چنـت يابن أمي اشاهد جدي المختار وشوف الطاهره الزهره وخوي الحسن والكرار
ابوجهك من اصد يحسين چن ما خلت منها الدار اشـلون الـنوب باصرني من غيبك عني البين
بـيمن بـعد اتـسله وانـته الـلي چنت سلوه إلي عن كل هلي الماضين يطيب الذات والخوه
مـا تگعـد تصد ليه او تشوف امصابك اشسوه ابحالي او چني مو زينب الچنت امخدرة يحسين
بـعد شـتفيدني الـونه لـو ونـينت والحسره او بـيتي انـهدم يا خويه او ركن اللايده ابكتره
مـن بـعدك يـبو السجاد كسر الگلب شيجبره مـا يـجبر بـعد هيهات يا تالي هلي الطيبين
مــا أگدر اعـوفنَّك وانـته امـوزع ابـهلبر ولا أگدر اظـل يـمك او هـاي الحرم تتيسر
والله اتـحيرت يحسين خويه او حالي اتمرمر انه وين او رزايا الطف الراوتني الهظايم وين
أهل البيت (ع) في خربة الشام
قال ابن طاووس في اللهوف: ثم أمر بهم يزيد إلى منزل لا يكنُّهم من حر ولا برد فأقاموا به حتى تقشرت وجوههم وكانوا مدى إقامتهم في البلد المشار إليه ينوحون على الحسين (ع).
وعن المنهال ابن عمر قال: كنت أتمشى في أسواق دمشق وإذا أنا بعلي بن الحسين (ع) يمشي ويتوكأ على عصاة في يده، ورجلاه كأنهما قصبتان، والدم يجري من ساقيه، والصفرة قد علت عليه.
قال المنهال: فخنقتني العبرة، فاعترضته وقلت له: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال (ع): يا منهال وكيف يصبح من كان أسيرا ليزيد بن معاوية، يا منهال: والله منذ قتل أبي نساؤنا ما شبعت بطونهن، ولا كسون رؤوسهن، صائمات النهار نائحات الليل.
لهذا ورد عن زين العابدين (ع) أنه قال: دخلت على عمتي زينب فرأيتها تصلي من جلوس، فسألتها عن ذلك فقالت: أصلي من جلوس لشدة الجوع والضعف (لأنها منذ ثلاثة أيام لم يدخل في جوفها طعام، لأنها كانت تدفع نصيبها من الطعام على الأطفال).
(مجردات)
يـا عمه اشوفنچ تصلين وانتي ابگعدتچ ما تگومين
مالچ خلگ لو طيحة احسين نحلت جسمچ يا ضوه العين
أخبابته:
(مجردات)
يـا عـمه راح الحيل مني من راح ابوك احسين عني
اولـوعة اطـفاله المحنتني والـضعف يا عمه هلكني
وانـشعب گلبي ابكثر وني او حچي الشماته اللي كتلني
ميته عسن من صغر سني او لا شوف هلهظمه اللفتني
أعود إلى كلام الإمام زين العابدين (ع) مع المنهال قال له: يا منهال أصبحنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبح أبنائهم ويستحي نساءهم أصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمداً منها، وتفتخر قريش على العرب بأن محمداً منها وإنا عترة محمد أصبحنا مقتولين، مذبوحين، مأسورين، مشردين، شاسعين عن الأمصار، كأننا أولاد ترك او كابل، هذا صباحنا أهل البيت.
يا منهال: المكان الذي نحن في ليس له سقف والشمس تصهرنا، فأفرّ منه سويعة لضعف بدني، وأرجع إلى عماتي وأخواتي خشية على النساء.
(نصاري)
يگله ابن النبي والدمع همال يا منهال لا تنشد عن الحال
تراهي امچتفه بحبال العيال او گلبها كالجمر ويلاه يسعر
اشـحال الحرم دخلوها على ايزيد وهو شامت او يضرب راس العميد
غـدت تصفج يويلي ايد فوگ ايد (يريت العيش بعدك لا حله او مر)
اشـحال الـحرم من سكنت خرابه بـين اجـلاف مـا عـدهم نجابه
ويـن الـمرتضى دحَّـأي بـابه يـشوف الـوجه من عدهن تگشَّر
قال المنهال: فبينما أنا أخاطبه وهو يخاطبني وإذا أنا بامرأة قد خرجت من الخربة وهي تنادي إلى أين تنضي يا قرة عيني، فتركني ورجع إليها فحققت النظر إليها وإذا هي زينب بنت علي (ع) (2).
(أبوذية)
انـزرع بالعين شوك السهر وانبات او گلبي امن الهظيمه انگطع وانبات
يـصير احنه ابخرابه انقيم وانبات او هـند بگصورها اتبات او سميه
***
فـأين النبيُّ اليوم عن خفراته يراها بأسر القوم من غير خافر
(1) ـ لست أنسى يده الكريمة التي ناولتني هذه الصيدة في حق السيدة الطاهرة عقيلة العقائل زينب الكبرى (ع) وكان رجاؤه أن أضعها في كتابي مجمع مصائب أهل البيت (ع) الكتاب الذي كان الشاعر آل صادق يحترمه كثيراً وحيث أن الكتاب يوم ذاك كان منجزا جعلتها في آخر الكتاب واليوم وعند إجراء التعديلات الجديدة عليه جعلتها في هذا المكان من الكتاب. (الفاتحة إلى روحه الطاهرة).
(2) ـ اللهوف. الدمعة الساكبة ج5 ص134/135.