القصيدة: للسيد محسن الأمين
هـذه كـربلا فـقف في ثراها واخـلع النعل عند وادي طُواها
فهي وادي القدس التي ودت الشه بُ الـدراري بـأنها حـصباها
حـلَّ فيها النور الذي نار موسى صـاحب الطور من سناهُ سناها
قـف بـها واسكب الدموع دماءً وابـك عـمر المدى على قتلاها
أيُّ قـتلى فـي الله مـا من نبيٍّ أو وصـيٍّ مـن قـبل إلا بكاها
وبـكت بـالدم السماوات والأر ض وقـد قـلَّ بـالدماء بـكاها
أيُّ عـينٍ في الناس تخجَلُ بالدم (ع) وعـين الـنبيِّ بـادٍ قذاها
فـادحٌ هـدَّ وقـعه عُـمُدَ الدي ن وشُـلَّت مـن الـعلا يـمناها
يوم ثارت عصائبُ البغي بالدي ن فـنـالت آمـالـها ومُـناها
فـشفت بـالحسين ضِغنَ قلوبٍ كـان فـي محوها الرشاد شفاها
حـلأته عـن الـورود وروَّت مـن دمـا نـحره حدود ظباها
وأحـلَّـتهُ بـالـعراء فـريـدا لا يُـرى غـير قـبضها وقناها
وقـضى ظامي الحشاشة مضنىً بـأبي ظـامي الـحشا مُـضانا
بـأبي فـي الـصعيد ملقىً ثلاثا فـي جسومٍ يغشى العيون سناها
بـأبي دامي الوريد قطيع الر أس يُهدى بغيا إلى أشقاها(1)
(موشح)
اشـلون ابـن طـه الـنبي ايذبحونه او بـالـسيوف الـجسمه ايگطـعونه
گطـعوا جـسمه او بگه فـوگ الثره ابـلا دفـن مـرمي او جثته امعفره
او زيـنب اتـنخي الـدفنته او حايره اتـصيح مـاكو اسـلام وايـدفنونه؟
او لـن جـواب الگوم ركبوا علخيول او بـالحوافر داسـته لـبن الرسول
او ظلتع اخيول العده اتصول او تجول واهــل بـيته ابـحالته ايـشوفونه
او مـن اجـه زيـن الـعباد الدفنته صـاح يـا بـويه او هـلت دمـعته
يــا بـني سـد عـاينوها الـجثته اشـلون ابـن حامي الحمه ايوذرونه؟
(أبوذية)
تـراكم عسكر اهمومي وصدراي واكفكف دمعتي ابچفي وصدراي
الحوافر هشمت صدرك وصدراي صـبح مـيدان لـخيول الرزيه
يتيمة الحسين (ع) تخضب وجهها بدمه الطاهر
قال في تظلم الزهراء:
إنه كانت للحسين (ع) بنت صغيرة، وكانت بين تلك النساء جالسة بجنب أبيها الحسين (ع) وهي قابضة بكفه في حجرها، فتارة تشم كفه وتارة تقبل كتفه وتارة تضع أصابعه على فؤادها وتارة على عينيها وقد أخذت من دمه الشريف وخضبت به وجهها وهي تقول: يا أبتاه فتلك أقرَّ عيون الشامتين وأفرح قلوب المعاندين واشتفت بنا جميع المبغضين، يا أبتاه ألبسوني بنو أمية ثوب اليتم وسقوني شربة السبي على صغر سني يا أبتاه إذا أظلم عليّ من يحمي حماي؟ يا أبتاه وإن عطشت فمن يروي ظماي؟ يا أبتاه نهبوا قرطي وجذبوا ردائي يا أبتاه انظر إلى رؤوسنا المكشفة وإلى أكبادنا المتلهفة وإلى عمتي المضروبة وأمي المسحوبة.
فذرفت عند ندبها العيون، وسالت على سجعها الجفون فأتاهم زجر وقال: الأمير ابن سعد قد نادى مناديه بالرحيل، فهلموا فأيقنت البنية بالرحيل فقامت إلى السائق ووقفت عنده وقالت له: سألتك بالله يا هذا أنتم مقيمون اليوم أم راحلون؟ فقال: بل راحلون، قالت: يا هذا إذا عزمتم على المسير فسيروا بهذه النسوة واتركوني أبكي على والدي وأستأنس به فان مت عنده فقد سقط عنكم ذمامي وأنا بنت صغيرة السن ضيفة القوة فدفعها عنه، وأبعدها منه، فلاذت البنت بالحسين (ع) واستجارت به وقبضت زنده.
فأتى إليها من جوار أبيها، فقالت له: يا هذا إن لي أخا صغيرا قد قتله القوم، فدعني أتودع منه فأمهلها السائق فتخطت نحوه خطوات قليلة فانه كان قريبا من أبيه الحسين (ع) فلما وقعت عين البنت على أخيها تحسرت وأنَّت وبكت وجعلت تنوح نوحة تذيب الحجر ثم أنها لثمت أخاها متعددات ونامت بطوله ثم جلست خلفه فرفعته في حضنها وجعلت فمها على منحره.
مـن آل الـنبي طـفله صـغيره لچنـها انـهظمت ابهظمه چبيره
عگب احسين ابوها اضحت يسيره بـيد اجـلاف لا ذمَّـه ولا ديـن
او لـمن للسبي ساگوها الأضعان لـن ذيچ الـيتيمه الـدمع غدران
تگلـهم يم ابوي ابگه ابهل امچان امـوت ابـكربله يم جسم الحسين
دفـعها الـنذل عـن جسم ابوها او رادوا عـلى الـناگه ايركبوها
تگلـلهم او ركضت صوب اخوها خـلوني اودعـنَّه ابـهل حـين
گالـوا ودعـي اخـيچ يا حزينه اجـت لـيه ابگلـب زياد ونينه
ابـطوله نـامت او حـبت وتينه اويـلي اعـليك محزوز الوريدين
قال الراوي: ونادت: يا ابن أمي لو خيروني بين المقام والرواح عنك لتخيرت مقامي عندك على الحياة فها أنا ذا راحلة عنك غير جافية لك ولا لقربك وهذه نياق الرحيل تتجاذب بنا على المسير فما أدري أين يريدون بنا أهل العناد ثم انها وضعت فمها على شفتيه وقبلت خديه وعينيه فأتاها السائق وهو يبكي لحالها فجرَّها عنه وأبعدها وأركبها مع النساء فلما ركبت البنت على الناقة التفتت إلى أخيها وقالت ودعتك الله السميع العليم، إنا لله وإنا إليه راجعون (2).
(مجردات)
عـلناگه غصبن ركّبوني اتـمنيتهم لـو خيّروني
ما كنت اعوفك يا عيوني
(تخميس)
كـم هدمنا من شاهق متعالِ وشفينا الحشا بخسف هلال
طـالما في حماك كان مُغالِ أنـت مسبيةٌ على كل حالِ
فاخلعي العزَّ والبسي الإذلالا
(1) ـ الدر النضيد ص344.
(2) ـ تظلم الزهراء ص268/269. أقول: ان في هذ الخبر عبارات كثيرة هي نفس العبارات التي خاطبت بها سيدتنا زينب (ع) أخاها الحسين (ع) إلا ان الخبر ينص على وجود طفلة صغيرة للحسين (ع) ولا أدري بحقيقة الأمر هل ان هذا الخبر هو غير خبر الحوراء زينب (ع)؟ او هو نفسه إلا ان الراوي قد خلط بين الحادثتين ومثله يحدث كثيرا من قبل الرواة.