القصيدة: للشيخ محمد بن شريف بن فلاح الكاظمي
ت: 1220هـ
قف بالطفوف وجُد بفيض الأدمع إن كـنت ذا حـزنٍ وقلبٍ موجع
يـا سعدُ ساعدني على طول البكا وأذل دمـوعك بـين تلك الأربع
والبس ثياب الحزن سودا واكتحل إن كـنت مـكتحلا بحرِّ الأدمع
أيبيت جسم ابن النبيِّ على الثرى ويبيت من فوق الحشايا مضجعي
تـبـاً لـقلب لا يُـقطَّعُ بـعده أسـفا بـسيف الحزن أيَّ تقطع
لـم أنـسه فـي كربلاء مخاطبا من ليس يسمع ما يقول ولا يعي
سـفهاً لـرأيكم انـسبوني تعلموا أنـي ابـن أكـرم شافعٍ ومشفَّع
قـالوا لـه هـو مـا تقول وإنما نـاديت يابن الطهر من لم يسمع
فـغـدا يـكرُّ عـليهم بـحسامه كـرَّ الـوصيِّ أبـيه لم يتروع
حـتى أتاح له القضا سهما قضى فـيه وغـلةُ صـدره لـم تنفع
سـهمٌ أصاب حشاك يا ابن محمدٍ ظلما أصاب حشى البطين الأنزع
لـم أنس لا والله زينب إذ مشت وهـي الوقور إليه مشي المسرع
تـدعوه والأحـزانُ مـلأُ فؤادها والـطرف يـسفح بالدموع الهُمَّع
أأخـيَّ مـالك عن بناتك معرضا والـكل مـنك بـمنظرٍ وبمسمع
(مجردات)
أأخـيَّ مـا عـودتني مـنك الـجفا فـعلام تـجوفي وتـجفو مـن معي
أنـعم جـوابا يـا حـسينُ أما ترى شـمر الـخنا بـالسوط كسَّر أضلعي
فـأجابها مـن فـوق شـاهقة الـقنا قُـضي القضاء بما جرى فاسترجعي
وتـكفلي حـال الـيتامى وانـظري ما كنت أصنع في حماهم فاصعني(1)
(تگله) ابعيني لباري لك اعيالك وابـروحي لـكستلك اطـفالك
والـبين لـو يـرضه ابدالكش رحـنـه يـبو الـيمه فـدالك
تـمنيت أبـوك ايشوف حالك مـطـروح مـحَّـد تـدنالك
يـا خـوي وامگطعه اوصالك ويـتـاماك هـلتلطم اگبـالك
(مجردات)
يـا خـوي تـوصيني بـالايتام وانه حرمه او طحت ما بين ظلام
أبـاري الـوگع ولّه غفه اونام؟!
(أبوذية)
لـجاهد من بعد عينك وناضل او لصيرن سور لعيالك وناضل
يوسفه اتموت يابن امي وناضل گبـلك ردت يـا خويه المنيه
حمل النساء من كربلاء
قال السيد ابو طاووس في اللهوف: أقام عمر بن سعد بقية يومه ـ أي يوم
عاشوراء ـ واليوم الثاني إلى زوال الشمس، ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين (ع) وحمل نساءه على أحلاس (2) اقتاب الجمال بغير غطاء ولا وطاء، مكتشفات الوجوه بين الأعداء وهي ودائع الأنبياء، وساقوهن كما يساق سبي الترك والروم فمروا بهن على الحسين (ع) وأصحابه وهم صرعى سائلة دمائهم، مقطعة أعضاؤهم، معفرين بالثرى، مزمَّلين بالدماء، فبكين وصحن: وا حسيناه (3):
(فائزي)
ثم وجهت خطابها إلى المولى أبي عبد الله (ع):
ريِّض يحادي الظعن خلنه انودع احسين مـا هي امروَّه يظل عاري ابغير تكفين
مـا هي امروَّه انشيل عنه او ما نواريه جسمه امرضض والترايب سافيه اعليه
نـمشي بـلا والـي او والـينه نخليه بـالضعن بالله خبروني الگصد لا وين
ودعتك الله يا ذبيحٍ ما احتضى ابماي عـنك ينور العين سافرت ابيتاماي
(نصاري)
يمگطَّع الأوصال لو يحصل على اهواي مـا فـارگت جسمك يبو روح الحنينه
يـا خـوي دورات الدهر كلها عجايب بالأمس حولي اشبول من فرسان غالب
والـيوم راسي امن الهظم والظيم شايب نـمشي حـواسر والـولي يبگه رهينه
(أبوذية)
اجـروح الگلب يدَّن عيب يبرن مـبارد بـالعظم يـحسين يبرن
نشوف الروس فوگ السمر يبرن ظـعنه والـجثث فوگ الوطيه
***
أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا مـقيمٌ إلى أن ينقضي منِّي العُمُرُ
________________________________________
(1) ـ أدب الطف ج6 ص122 ويبدو أن المقطوعة المذكورة ليست كلها للشيخ محمد بن شريف بل ان الأبيات الأخيرة هي لأحد شعراء البحرين كما أكد لي ذلك الأستاذ الخطيب الشيخ جعفر الهلالي (حفظه الله).
(2) ـ الأحلاس: مفردها حلس بكسر الحاء والحلس كل مما يوضع ظهر الدابة تحت السرج او الرجل.
(3) ـ اللهوف لابن طاووس. مثير الأحزان للجواهري. ثمرات الأعواد للهاشمي.