القصيدة: للشيخ هاشم الكعبي
تالله لا أنـسى ابـن فاطم والعدى تـهدي إلـيه بـوارقا ورعـودا
غـدروا بـه إذ جاءهم من بعد ما أســدوا إلـيه مـوثقا وعـهودا
قـتلوا بـه بـدرا فـأظلم لـيلُهم فـغدوا قـياما فـي الضلال قعودا
لـله مـطروحٌ حـوت منه الثرى نـفس الـعلا والـسؤدد المعقودا
ومـجرحٌ مـا غـيرت منه القنا حـسنا ولا اخـلقن مـنه جـديدا
قد كان بدرا فاغتدى شمس الضحى مـذ ألـبسته يـدُ الـدماء لـبودا
وتُـظله شـجر الـقنا حتى أبت إرســال هـاجرةٍ إلـيه بـريدا
وثـواكلٍ بـالنوح تُـسعدُ مـثلها أرأيـت ذا ثـكل يـكون سـعيدا
لا الـعيس تحكيها إذا حنَّت حسرةً الـورقاءُ تُـحسنُ عندها الترديدا
غـن تـنع أعطت كلَّ قلبٍ حسرةً أو تـدع صـدَّعت الـجبال الميدا
عـبراتُها تحيي الثرى لو لم تكن زفـراتُها تـدع الـرياض همودا
وغـدت أسـيرة خدرها ابنةُ فاطمٍ لـم تـلف غـير أسيرها مصفودا
تـدعو بـلهفة ثـاكلٍ لعب الأسى بـفؤاده حـتى انـطوى مـفئودا
تخفي الشجى جلداً فإن غلب الأسى ضـعُفت فـأبدت شجوها المكمودا
نـادت فقطَّعت القلوب بشجوها لـكنما انـتظم الـبيانُ فـريدا
إنـسان عيني يا حسينُ أخي يا أمـلي وعـقد جُمالي المنضودا
مالي دعوت فلا تُجيبُ ولم تكن عوَّدتني من قبل ذاك صدودا(1)
(مجردات)
ودعـتـك الله يــا عـيوني يــردون عـنـك يـاخذوني
او زجـر او خـوله اليباروني لـلـكوفه انــووا يـمشوني
نـخيت اخوتي اولا جاوبوني وابـغصب عـنكم فـارگوني
گطعت الرجه او خابت اظنوني
(أبوذية)
يحادي الظعن بالله الظعن ون بيه لـما شوفن عزيز الروح ون بيه
اخـبرنَّه لـبو الـسجاد ون بيه ابـيسر رحـنه لعند ابن الدعيه
السيدة زينب تودع الإمام الحسين (عليهما السلام)
لما مروا بعيال الحسين (ع) على جثث القلى ونظرت زينب (ع) إلى جسد أخيها صاحت: يا محمداه صلى عليك مليك السماء، هذا حسين مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، وبناتك سبايا، وذريتك مقتلة، تسفي عليهم ريح الصبا، قال الراوي: فأبكت كل عدو وصديث وأرادت أن ترمي بنفسها من على ظهر الناقة فناداها السجاد: عمة ارحمي حالي، ارحمي ضعف بدني، عمة إذا رميت بنفسك من يركبك وأنا مقيد قالت: يا ابن أخي أرد أن أودع أخي الحسين (ع)، فقال لها: عمة ودعي أخاك وأنت على ظهر الناقة فجعلت تنادي:
أودعتك الله السميع العليم، يابن أم والله لو خيروني بين المقام عندك أو الرحيل عنك لاخترت المقام عندك ولو أن السباع تأكل لحمي. فلما رأته لا يجيب ندائها بكت ورنت بالطرف نحو المدينة وكأني بها (2).
(مجردات)
أيا جدُّ لو يفدى من الموت ميِّتٌ فـديت حسينا من سهام المنية
ايـا جدُّ من لي بعد فقد مؤملي ومن ارتجيه إن جفتني أحبتي
أيا جدُّ عنا الصون هُتِّك ستره وأوجُـهُنا بـعد الخدور تبدَّت
وسار ابن سعدٍ بالنساء حواسرا وخـلف جثمان الحسين بقفرة
خويه لتگول ما عندچ امروَّه او لـتگول ضيَّعت الأخوَّة
أنـه مـاخوذه يحسين گوَّه شـوف الـشمر بيَّه اشسوَّه
سـوطه على امتوني اتلوَّه
(مجردات)
عـلجثث مـرَّوا بالخواتين عـمدا او شـافتهم مطاعين
واعله الوجه مطروح الحسين زيـنب لخوها شبحت العين
رادت عـليه فخر النساوين من عله الناگه اتطيح بالحين
ناده الولي او ضنوة الطيبين عـمه عـليهم من تطيحين
اشـلون يـا عـمه تركبين وانـه عـليل او بيه تدرين
والگوم إلي ابسلسله امگيدين لاكـن يـعمه مـن تريدين
وانـتي على الناگه تودعين ونَّـت ونـين المرمر ايلين
منه او يصير الگلب نصين حتى العساكر تبچي صوبين
نـادت يبو السجاد هالحين لـلكوفه بينه العده امعزمين
(أبوذية)
يحادي الظعن بالله الظعن وانه مـا تـسمع ولـينه كثر وانه
يظل عاري على التربان وانه أروح ابـيسر لـلطاغي هديه
***
فـرأت سواعد عزِّها مقطعوعة وحـماتها قد رضضت أجسامها
تـتمايل الأجـساد عـند ندائها سـكرى ولـكنَّ الـحمام مدامها
لم أنسها في الركب واضعةً على أكـبادها الأيـدي فأين عِصامها
________________________________________
(1) ـ الدر النضيد ص107.
(2) ـ ثمرات الأعواد للهاشمي. مقتل الكعبي للشيخ هاشم الكعبي.