القصيدة: للشيخ حسون العبد الله الحلي
عـلمتم بـمسراكم أرعـتم فـؤاديا وأجـريتم دمـعي فضاهى الغواديا
ألا يـا أحـبائي أخـذتم حشاشتي وخـلفتم جـسمي مـن الشوق باليا
فـياليتني قـد مـتُّ قـبل فراقكم وذاك لأنـي خـفت أن لا تـلاقيا
تـناسيتم عصر الشباب بذي الفضا وكـم قـد سـررنا بالوصال لياليا
فـدع عـنك يا سعد الديار وخلني كـابد وجـدا فـي الأضالع طاويا
لـخطبٍ عـرا يوم الطفوف وفادحٍ أمـاد الـسما شجوا ودكّ الرواسيا
غـداة قـضى سـبطُ النبي بكربلا خميص الحشا دامي الوريدين صاديا
أأنـسى حـسينا بـالطفوف مجدَّلا عـلى ظـمأٍ والـماء يـلمع طاميا
ووالله لا أنـسـى بـنـات مـحمدٍ بَـقينَ حـيارى قـد فقدن المحاميا
ولم أنس حول السبط زينب إذ غدت تـنادي بصوتٍ صدع الكون عاليا
أخـي لم تَذُق من بارد الماء شربةً وأشـرب مـاء المزنِ بعدك صافيا
عـلـيَّ عـزيزٌ أن أراك مـعفرا عـليك عزيزٌ أن ترى اليوم ما بيا
احـاشيك أن ترضى نروحُ حواسرا سـبايا بـنا الأعداء تطوي الفيافيا
بـلا كـافلٍ بـين الأنـام نـوادبا خـواضعَ مـا بـين الطغام بواكيا
عـليَّ عـزيزٌ أن أروح وتـغتدي لـقىً فـوق رمضاء البسيطةِ عاريا
أيـسترُّ قـلبي أم تجفُّ مدامعي وأنـظر ربع المجد بعدك خاليا
فهيهات عيني بعدكم تطعم الكرى وأن يـألف الأفراح يوما فؤاديا(1)
(مجردات)
يحسين خويه اصوابك امچيد وسافه يراعي الشرف يا حيد
تـالي حـرمكم تمشي ليزيد وايـسوم بـيها سوم العبيد
وانـته تنام او تغضي وتهيد مـعذور يا مگطوع الوريد
(أبوذية)
زجـر بالسوط علحره يراها او جفنها من دمه المدمع يراها
امـس بالخدر ما واحد يراها الـيوم أصبحت بين آل أميه
فأنا أحبه لحبه ولدي الحسين (ع)
روي عن عبد الله بن عمر، قال: رأيت رسول الله (ص) يخطب على المنبر إذ أقبل الحسين (ع) من عنده أمه وهو طفل صغير، فوطأ الحسين على ذيل ثوبه فكبى وسقط على وجهه، فبكى النبي (ص)، فنزل إليه وضمه إلى صدره وسكته من البكاء، وقال: قاتل الله الشيطان إن الولد لفتنة، والذي نفسي بيده لما بكى ابني رأيت فؤادي قد وهي مني لأنه (ص) كان رحيم القلب سريع الدمعة كما قال تعالى: (وكان بالمؤمنين رحيما).
وفي كامل الزيارة: عن محمد بن سنان، عن سعيد بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول لما أن هبط جبرئيل على رسول الله (ص) بقتل الحسين (ع) أخذ بيد علي (ع) فخلا به مليا من النهار، فغلبتهما العبرة، فلم يتفرقا حتى هبط عليهما جبرئيل (ع) أو قال: رسول رب العالمين، فقال لهما: ربكما يقرؤكما السلامن ويقول: عزمت عليكما لما صبرتما، وقال: فصبرا.
وفيه: عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (ع): أن جبرئيل نزل على محمد (ص) فقال: يا محمد ان الله يقرؤك السلام ويبشرك بمولود يولد من فاطمة، تقتله أمتك من بعدك فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام، لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي.
قال: فعرج جبرئيل إلى السماء ثم هبط، فقال له: يا محمد ان ربك يقرؤك السلام، ويبشرك أنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصاية.
وروي: أن رسول الله (ص) كان يوما مع جماعة من أصحابه مارا في بعض الطريق، وإذا هم بصبيان يلعبون في ذلك الطريق فجلس النبي عند صبي منهم، وجعل يقبل ما بين عينيه ويلاطفه، ثم أقعده على حجره، وكان يكثر من تقبيله، فسأل عن علة ذلك؟ فقال: اني رأيت هذا الصبي يوما مع الحسين (ع)، ورأيته يرفع الترب من تحت قدميه ويمسح به وجهه وعينيه، فأنا أحبه لحبه ولدي الحسين ولقد أخبرني جبرئيل (ع) أنه يكون من أنصاره في وقعة كربلاء(2).
أقول ان رسول الله (ص) لما رأى ولده الحسين يعثر ويكبو على وجهه وكان يبكي قام إليه وضمه إلى صدره وسكته عن البكاء أقول أين كان رسول الله عندما هوى عزيزه الحسين (ع) من على ظهر جواده إلى الأرض لما أصابه السهم المثلث في صدره
يـا رسـول الله لو شاهدته جثةً ملقىً على وجه الثرى
دامي الجسم رضيضا صدره طحنته الخيل لما أن قضى
وعـلى رأس العوالي رأسه نورهُ يزهو على بدر الدجى.
(نصاري)
يـجدي گوم شـوف ابنك رميه خذوا راسه او جسمه اعله الوطيه
عـليه اتـجول گامت خيل اميه او لا ضـل بيه مفصل ما تهشَّم
يـجدي مـا بگت لـبنك جبيله تـصول لـيه او لـلحومه تجيله
هـذا ابـن سعد صاح اعله خيله وابگومه اعلى رض احسين حشَّم
(مجردات)
يراكب على المنعوت صيته لا ويـن وجـهك هاي نيته
انچان الوطن جدي او ثنيته أوصلت واجهد لي ابوصيته
تگله احسين ذبحوا أهل بيته او زينب تگول الهادي ريته
يـحضر لخوي امن اعتنيته وابـنحره الشمر يفري لگيته
أحسينُ هل وافاك حدُّك زائرا ورآك مـقطوعَ الوتين معفرا
ــــــــــــــ
(1) ـ أدب الطف ج8 ص44.
(2) ـ بحار الأنوار ج44 ص124 أقولك أقول ولم نعلم من هو ذلك الصبي.