القصيدة: لبعض الشعراء الحسينيين
نـاهيك بالقاسم ابن المجتبى حسنٍ مـزاول الـحرب لم يعبأ بما فيها
كـأن بـيض مـواضيها تـكلمه غـيـدٌ تـغازله مـنها غـوانيها
لو كان يحذر بأسا أو يخاف وغىً ما انصاع يصلح نعلا وهو صاليها
مـا عممت بارقات البيض هامته فـأحمر بـالأبيض الهندي هاميها
الا غـداة رأتـه وهـو في سنةٍ عـن الكفاح غفول النفس ساهيها
وتـلك غـفوة ليثٍ غير مكتوثٍ مـا نـاله السيف إلا وهو غافيها
فـخر يـدعو فلبى السبط دعوته فـكان مـا كـان منه عند داعيها
تـقشعت ظـلمات الخيل ناكصةً فـرسانها عنه وانجابت غواشيها
وإذ بـه حـاضنٌ في صدره قمرا يـزين طـلعت الـغراء دامـيها
وافـى به حاملا نحو المخيم والآ مـاق فـي وجـهه حمرٌ مجانيها
تخطُّ رجلاه في لوح الثرى صحفا الـدمع مـنقطها والـقلب تـاليها(1)
(نصاري)
يـعمي من شرگ هامتك نصين يبعد اهلي اصواب اليوجعك وين
يـعمي اشلون اشيلك للصواوين وانـته من الطبر جسمك امخذم
شـالـه او لـلمخيم بـيه سـدَّر او حط جاسم يويلي ابصف الأكبر
گعـد مـا بـينهم والـدمع فجَّر تـشب نـاره او عليه اتراكم الهم
نـوبه يـنحني اعله ابنه او يحبه او يـمدِّ ايـده او يجس نكاد گلبه
او نـوبه دمـعه الـجاسم يصبَّه او يگلـلهم اشـبيدي اعله المحتَّم
يـم جـاسم غـدت لـلحرم حنَّه لـمـن شـافته ابـدمَّمه تـحنَّه
امـه اتـصيح يـا جـاسم امهنّه ابـهلزفه يـبعد الـخال والـعم
ربـيتك او عـيني اعليك تربي او يـحسِّب بـيك ليل نهار گلبي
يـجاسم بـيش اوكـد بعد دربي او ضوه عيني طفاه الدهر واظلم
شجاعة القاسم وشهادته
ذكر المؤرخون أن القاسم بن الحسن عليهما السلام أبدى شجاعة لا تنسى وبطولة لا تقهر في عاشوراء كربلاء، رغم صغر سنه. واجماع الروايات على أنه لم يراهق. وعن بطولاته ذكر صاحب المنتخب: أنه قدم إلى عمر بن سعد وقال: يا عمر أما تخاف الله أماتراقب الله يا أعمى القلب أما ترعى رسول الله؟ فقال عمر بن سعد: أما كفاكم تجبراً يا آل أبي طالب؟ أما تطيعون يزيد؟ فقال القاسم: لا جزاك الله خيرا تدعي الاسلام وآل رسول الله (ص) عطاشى ظماء قد اسودت الدنيا بأعينهم.
حـسنُّي خُـلقٍ من نجار محمدٍ مضريُّ عرق من سلالة هاشم
غصنٌ نضيرٌ من أصول مفاخر ثـمرٌ جـنيٌّ من فروع مكارم
هـزم الـكماة بـقوةٍ عـلويةٍ وأبـادهم طـرا ببطشٍ حاسم
ثم طلب المبارزة فجاء إليه رجل يعد بألف فارس فقتله القاسم، وكان له أربعة أولاد مقتولين فضرب القاسم فرسه بسوط وعاد يقتل بالفرسان إلى أن ضعفت قوته فهم بالرجوع إلى خيمة وإذا بالأزرق الشامي قد قطع عليه الطريق وعارضه، فضربه القاسم (ع) على أم رأسه فقتله وسار إلى الحسين (ع) وقال: يا عماه العطش العطش، أدركني بشربة من الماء، فصبر الحسين (ع) وعاد ليودع أمه فلما رأته احتضنته وراحت تشمه وتقبله. ثم دفعته إلى نصرة عمه وكأني بالقاسم يخاطب أمه:
(شيعتي)
أوصيچ گلها اوصيه اتسمعين لفظ اجوابي شـبان لـو شـفتيهم تـتذكرين اشـبابي
محروم من شم الهوه من دون كل اصحابي عطشان انه يا والده وكت الشرب ذكريني
وانقلب إلى الميدان فجعل همته على حامل اللواء وأراد قتله ـ كما سمعتهم قبل قليل ـ فأحاطوا به ورشقوه بالنبل وشد عليه الأزدي حتى ضربه بالسيف على رأسه ففلق هامته، وقيل أن رجلا شق بطنه وآخر طعنه بالرمح على ظهره فأخرجه من صدره، أي وا قاسماه. ولا أدري كيف حال الحسين (ع) عمه، الذي سمعه ينادي السلام عليك مني يا عماه أدركني، فجاء إليه الحسين كالصقر المنقض على الصفوف حتى وصل إلى القاسم ودموع الحسين جارية وحسراته وارية وانشأ يقول:
غـريبون عن أوطانهم وديارهم تنوح عليهم في البراري وحوشُها
وهـل كيف لا تبكي العيون لمعشر سيوف الأعادي في البرارى تنوشها
بـدورٌ تـوارى نـورها فتغَّيرت مـحاسنها تـرب الـفلاة نعوشها
ثم نزل إليه ووضع صدره على صدره قال حميد بن مسلم فقلت في نفسي ما يصنع الحسين فاحتمله على صدره وكأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان في الأرض.
(نصاري)
شـال احـسني جـسام الـشفيه ابگلب مالوم يبچي اعله ابن اخيه
او رجـل جـسام تسحل علوطيه أثاري احسين ظهره انجسم نصين
فجاء به حتى ألقاء بين القتلى من أهل بيته.
(نصاري)
جـابه او مدده ما بين اخوته گعـد عدهم يويلي وهم موته
بس ما سمعن النسوان صوته اجـت رمله تصيح الله أكبر
(أبوذية)
انهدم ذاك البنيته او طاح يبناي يجاسم ليش بيه اگطعت يبناي
تـبگه اوياي ظني بيك يبناي تـباريني لـمن تـدنه المنيه
ثم صاح: اللهم احصصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، ولا تغفر لهم أبدا، صبرا يا بني عمومتي، صبرا يا أهل بيتي، لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا(2).
(مجردات)
يـا شـبان بالله لا تونون بـونينكم گلـبي تگطعون
تـهدون حيلي من تلوجون يـا ثـمرة افادي متحچون
مدري يبعد اهلي اشتريدون بـعيونكم لـيه تـديرون
تشعبون گلبي من تلوعون
(مجردات)
اهـنا يـمغسل الشبان بهداي ابهيده من تصب اعليهم الماي
تـرى اونينهم هلگطع احشاي خابت اظنوني او خاب رجواي
(أبوذية)
ضلع احسين علقاسم محنَّه يعمي ابموتتك زادت محنه
شاله احسين وبدمه محنه آه اشلون حال امه الزچيه
(تخميس)
وأقبل السبط يحنو من تفجُّعه على هلال هوى خسفاً بمطلعه
أهـوى عـليه ليرويه بمدمعه إن يبكه عمُّه حزناً لمصرعه
فـما بـكى قمرٌ إلا على قمرِ
ــــــــــــــ
(1) ـ مقتل الحسين (ع) عبد الرزاق المقرم ص265.
(2) ـ الدمعة الساكبة ج4 ص398 ومصادر أخرى.