القصيدة: للشيخ سلمان البحراني
رامـت أمـيةُ ان يـبايع خاضعاً وأبـى الكريم بأن يذلَّ ويخضعا
فوقته بالبيض الضبا سمر العدى صـيدٌ بـموقفها تـشيب الرضعا
كـالأكبر الـشهم الذي أضحى له ثـدي الـنبوة والإمـامة مرضعا
حلو الشمائل ناصع الحسبين من مـن بين غرِّ بني الملوك تفرعا
شـبل الحسين عليِّ لست بجاهل جـاهاً إلـيه مـن المجرَّة أرفعا
واسـى أبـاه بكربلا حين العدى حـاطت بـه فـسطابها وتطلعا
ويـذبُّ عـن حـرم النبيِّ محمدٍ ويصون صرمتها إلى أن صرعا
ومـن الـقضا نَفَرَ الجواد به إلى جـيش الـعداة فـغادرته موزعا
فـانقض مثل الصقر سبط محمدٍ وهـوى لـمنحره يـشمُّ مـودِّعا
ويـقول يـا روحي وقرة ناظري مـن ذا سـقاك من المنايا أجرعا
يـا لـيت قبلك زازني حتقي ولا نـظرت بنيَّ إليك عيني مصرعا
كـنت السراج يضيء بين خيامنا وخـيامنا فـيه تـضيء الأربعا
مالي أرى لك في الثرى جسداً ولم تـرض الـثريا قبل ذلك موضعا(1)
(نصاري)
عگب ما شرگ الهامات والطاس اجـته ضربة العبدي على الراس
ضعف واتواردوا بسيوفها الناس شـبگ عـلمهر ويلي والمهر فر
شـبگ عـلمهر لـباله يـوديه لـبوه احـسين عن الگوم يحميه
اويـلي الـمهر لـلعدوان فربيه او وگف ويـلاه بموسَّط العسكر
داروا بـالسيوف اعـليه والزان مـثل چتـال سبع المات فرحان
عـسه ابـعيد البله ولية العدوان ارذال او بـالمعايب دوم تـفخر
هـذا ايگطـع ابـسيفه وريـده او هـذا بـالخناجر فـصل ايده
او هـذا يُـغط من رمحه وريده ابـخاصرته وهو ايعالج او يفغر
ثگل بـيه الـطبر وتلوج روحه او مـحَّد عرف غير الله اجروحه
دمـايانه عـلى احصانه سفوحه لـمـا خـر ابـهناديها امـوذر
نـده يـحسين هـذا الساع جدي سگاني الماي واروه عطش چبدي
يگول اسـرع تراك اليوم عندي اجـاه ايـصيح يـبني الله أكبر
مقتطفات هامة: من مصيبة علي الأكبر (ع)
قال الراوي: لما عاد علي الأكبر من الميدان ومعه رأس بكر بن غانم جاء إلى خيمة أمه ليلى وإذا به يراها ناشرة الشعر باكية العين رافعة اليدين تدعو الله بالسلامة لولدها فلما رأته قامت إليه واعتنقته فالتفت إليها قال: يا أماه أما تحبين ان تفتخري يوم القيامة عند جدتي فاطمة الزهراء؟ يا أما انظري إلى هذه النسوة كل امرأة تأتي يوم القيامة إلى فاطمة الزهراء وتفتخر عندها بولدها أو بزوجها أو بأخيها، أما أما تحبين ان تقولي لفاطمة الزهراء يوم القيامة يا فاطمة إني فديت ولدك الحسين بولدي علي؟ لما سمعت ليلى هذه الكلمات قالت: بني بيض الله وجهك اذهب إلى نصرة أبيك الحسين فخرج متوجها إلى القتال فمر على أبيه وهو يقول: أبه يا حسين أوصيك بأمي ليلى خيرا.
وبقيت ليلى في خيمتها وما هي إلا ساعة حتى جاء الحسين بعلي الأكبر مقطعا بالسيوف إربا إربا وكأني بها:
(مجردات)
(تگله يبني) ردتك ذخر لايام شيبي لـيش انگطـع مـنك نـصيبي
يـمـحروم مـن شـم الـعذيبي
أقول: هذا هو حال ليلى والدة علي الأكبر أما حال والده الحسين (ع) فإنه لا يوصف ولعل هذا الخبر يكشف عن بعض ما حل بأبي عبد الله قال الراوي: أقبل الحسين إليه مسرعا حتى إذا وصل إلى مصرعه رمى بنفسه من على ظهر جواده جلس عند رأس ولده أخذه ووضعه في حجره صاح: بني علي! فلم يسمع جوابا صاح ثانية، فلم يسمع جوابا ثم وضع فمه على فمه وصاح بني علي على الدنيا بعدك العفا.
(تخميس)
أتـرى يـقابلني زمـاني بالوفا وأرى الهنا من بعد فقدك والصفا
وسيوفهم جزرت شبيه المصطفى فـلتذهب الدنيا على الدنيا العفا
مـا بـعد يومك من زمانٍ أرغد
(نصاري)
يـبويه مـحنتي زادت عليه او تراهي اتشمتت العدوان بيه
لأمـك عـاين الـعبره جريه اغـيابك يلولد بالگلب يسعر
قبل وصار الحسين في حالة احتضار في تلك اللحظات فأرادت زينب (ع) أن تشغل الحسين عن مصاب ولده ولذا خرجت شابكة عشرها على رأسها وتنادي وا ولداه وا ثمرة فؤاداه وا علياه فلما رآها أبو عبد الله قام إليها وقال أخيه زينب ارجعي إلى الخيمة ولا تشمتي بنا الأعداء.
(مجردات)
صعبه عليه من تطلعين واتشوفچ العدوان تمشين
يمخذرة عباس واحسين
أقول: أين كان هذا الغيور عنها، أين أبو عبد الله ليراها بين الأعداء يتفرجون عليها، أين كان عنها وهي على ناقة مهزولة بلا غطاء ولا وطاء يسار بها إلى الشام، وأين هو عنها ويزيد يتصفح وجهها وهي تستره بكمها وهكذا بقية بنات رسول الله.
وكأني بها:
(مجردات)
امـشي ابـيسر للشام صعبه والـشام خـويه كلف دربه
او تبره الضعن يحسين غربه
(مجردات)
او صـحت بويه يشتموني وان صحت خويه يضربوني
وامن الضرب ورمن امتوني او مـن البچه تلفن اعيوني
انـادي هلي او لا يسمعوني
(تخميس)
بـرزت عقيلتُهم بقلب مكمدٍ من خدرها تبكي تراث محمدٍ
وحـماتُها قتلى بأفضع مشهدٍ ومـخدرات من عقائل أحمدٍ
هجمت عليها القوم في أبياتها
ــــــــــــــ
(1) ـ رياض المدح والرثاء ص433/435.