القصيدة: للسيد رضا الهندي
ت:1362هـ
أو بـعد مـا أبيضَّ القذال وشابا أصـبو لوصل الغيد أو أتصابى
هـبني صبوت فمن يعيد غوانيا يـحسبنَ بـازيَّ المشيب غرابا
قـد كـان يـهديهن ليل شبيبتي فـضللن حـين رأين فيه شهابا
والغيد مثل النجم يطلع في الدجى فـإذا تـبلج ضـوء صبح غابا
لا يـبـعدنَّ وإن تـغير مـألفٌ بـالجمع كـان يـؤلف الأحبابا
ولـقد وقـفت فما وقفن مدامعي فـي دار زيـنب بل وقفن ربابا
وذكـرت حـين رأيتها مهجورةً فـيها الـغراب يُـردد الـتنعابا
أبـيات آلِ مـحمد لـما سـرى عـنها ابـن فـاطمةٍ فعدن يبابا
ونـحا الـعراق بفتية من غالب كــلٌّ تـراه الـمدرك الـغلابا
صيدٌ إذا شبَّ الهياج وشابت الأ رض الـدما والطفل رعبا شابا
ركـزوا قناهم في صدور عداهم ولـبيضهم جـعلوا الرقاب قرابا
وجدوا الردى من دون آل محمدٍ عـذبا وبـعدهم الـحياة عـذابا
ودعـاهم داعـي القضاء وكلُّهم نـدبٌ إذ الـداعي دعـاه أجابا
فـهوى على عفر التراب وإنما ضـموا هـناك الخُرَّد الأترابا
ونأوا عن الأعداء وارتحلوا إلى دار الـنعيم وجـاوروا الأحبابا(1)
(فائزي)
طوحَّ الحادي والظعن هاج ابحنينه او زينب تنادي سفرة الگشره علينه
صاحت ابكافلها شديد العزم والباس شمر اردانك وانتشر البيرغ يعباس
چني اعاينها مصيبه اتشيب الراس مـا ضنتي نرجع ابجمعتنه المدينه
گلـها يـزينب هاج عمي لا تنخين مـا دان انه موجود يختي ما تذلين
لـو تنجلب شاماتهم وهي العراقين لطحن جماجمهم وانه حامي الضعينه
گالت اعرفك بالحرب يا خوي وافي او گطع الزند هذا الذي منه مخافي
اليوم ابمعزه او بعدكم مدري شوافي يـاهو اليرد الخيل لو هجمت علينه
(أبوذية)
اكتبوله اثعنعش ألف كتاب بالسر إمـام او شـيعتك تنخاك بالسر
آمـر لـلفواطم تـشد بـالسر اركـبن والـوالي عباس الشفيه
الإمام الحسين ومحمد بن علي بن أبي طالب الشهير بابن الحنفية
روي أن محمد بن الحنفية لما بلغه الخبر أن أخاه الحسين خارج من مكة يريد العراق، كان بين يديه طشت فيه ماء وهو يتوضأ فجعل يبكي بكاء شديدا حتى سمع وقع دموعه في الطشت. ثم أنه صلى المغرب وصار إلى أخيه الحسين فقال: أخي إن أهل العراق قد عرفت غدرهم ومكرهم بأبيك وأخيك من قبل وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى فإن أطعت رأيي فأقم بمكة، وكن في الحرم المشرَّف. فقال: يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم فأكون الذي تستباح به حرمة هذا البيت. فقال ابن الحنفية: فإن خفت ذلك فسر إلى اليمن أو بعض نواحي البر، فإنك أمنع الناس به, ولا يقدر عليك، فقال الحسين (ع): والله يا أخي لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض لاستخرجوني منه حتى يقتلوني. ثم قال: يا أخي سننظر فيما قلت. فلما كان السحر ارتحل الحسين (ع) فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه وأخذ بزمام ناقته وقد ركبها وقال له: يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال: بلى! قال: فما الذي حملك على الخروج عاجلا، قال: قد أتاني رسول الله (ص) بعدما فارقتك وقال: يا حسين أخرج إلى العراق فإن الله قد شاء أن يراك قتيلا مخضبا بدمائك. فقال محمد: إنا لله وإنا إليه راجعون، فإذا علمت أنك مقتول فما معنى حملك هؤلاء النساء معك؟ فقال (ع): لقد قال لي جدي: إن الله (عز وجل) قد شاء أن يراهن سبايا مهتكات، فجعل يبكي بكاء شديدا، وجعل ـ محمد ـ يقول: أودعتك الله يا حسين، في دعة الله يا حسين(2 ).
(فائزي)
لا ويـن عـازم بـالسفر يبن الصناديد اكضيه الحجك يا عزيزي او عيِّد العيد
گلـه او دمـع الـعين فوگ الخد تبديد حـجي وسـعيي في طفوف الغاضريه
حجي مهو في الحج حجي ابيوم عاشور صدري الكعبه والحجر نحري المنحور
وحجز النبي اسماعيل ذبح ابني المبرور امــا طـوافي حـول اخـيامٍ خـليَّه
اتلهَّف على عضيده وجذب ونه وتحسر او شـمه ابـنحره او لـلثره خر وتعفر
وگلـه يـخويه اشـهلحچي گلبي تفطَّر سـليب روحي من جسدها ابهالمواعيد
ثم التفت إلى زينب وناداها بصوت حزين ودموعه جارية:
(فائزي)
گلـها يزينب سفرتچ تصعب عليه مرتاب گلبي من طفوف الغاضريه
وعگب الخدر خوفي يودونج سبيه وتمشين حسره ميسره للفاجر ايزيد
(أبوذية)
مـثل زيـنب يضربوها وتنسب او لـديار الـغرب تنجر وتنسب
او من أطيب نسل ترجع وتنسب او تـروح امـيسره لابن الدعيه
أأخـيَّ إن الله شـاء بـأن يرى جـسمي بفيض دم الوريد خضيبا
ويرى النساء على الجمال حواسرا أسـرى وزيـن الـعابدين سليبا
ــــــــــــــ
(1) ـ رياض المدح والرثاء ص1341 الشيخ حسين البلادي.
(2) ـ نفس المفهوم ص164.