القصيدة: للشيخ أحمد بن طعان البحراني القطيفي
ت: 1315هـ
عـلى الـقاسم العريس أمَّ المكارم أشـاعت بيوم العرس نشر المآتم
لـقد جُـمعت فـيه العجائب كلها كـما جـمعت فيه دواهي العظائم
بـه الـقاسم المغوار أبدى شجاعةً من المرتضى الكرار يوم الملاحم
فـكم زفَّ قـرما لا يـطاق لقبره وكـم رد جـيشا لا يـرد لـهازم
فـقرت به عين المعالي كما بكت عـليه بـدمع من دم القلب ساجم
ولـم أنسه لما هوى بعد أن هوت بـبطشته الـكبرى كماة الضياغم
تـقاسمه الأوغـاد خـوف مراسه بـنـل وأحـجار وسـمر اللهاذم
فـما هـو إلا الـبدر قـبل تمامه عراه خسوفٌ من شموس الصوارم
يـنادي أيـا عـماه اودعتك الذي إلـيه مصير الخلق يا خير عاصم
وعـزَّ عـليه أن يـراه مـقطَّرا عـليه بـرودٌ مـن دماءٍ سواجم(1)
(نصاري)
جـاسم بزغ من برج المخيم او شع الكون مثل البدر لو تم
اگول لـعد عـمه او دمـعته اتهل يـريد الرخصه واعله الگوم يحمل
مـن شـاف العزيز احسين مجبل تـحـسَّر وبـوجه جـاسم تـبسم
يگلـه يـا ضـوه اعيوني يجسامِ يـعمي لـيش طـالع من الاخيام
أخـافن تـنكتل يـا مـبدر الـتام وانـته اوديـعة الـمكتول بـالسم
يگلـه او دمـعته كـالسيل تجري يـعمي ضاگ من الهضم صدري
عگب گومي او هلي ما ريد عمري عـساني لا عـشت والـعمر يسلم
جـذب حـسره عليه او سال دمعه او دار ايـده عـل اطواگه يودعه
بچوا لـمن تـهاووا على الوسعه او چانـون الفراگ اشتعل واضرم
طـلع لـلكون والـصمصام بيده شـباب ابن اثنعش والحرب عيده
مـن يـطرد فـلا يـسلم طريده يـفر واعـليه طـير الموت حوم
عگب مـا يـدب الـفرسان فعله گطـع چف الـمنيه اشـراك نعله
وگف يـلـويه والأزدي گصـدله طـرّ راسـه او عليه العسكر التم
صـاح ابـصوت ليه اسرع يعمي تـراني اتـخضبت من فيض دمي
يـعمي امـن الطبر خذموا جسمي او لا ظـل عـظم سـالم ما تهشَّم
لـفـاه الـحومة الـميدان عـمه لگا مـطـروح ومـعـفَّر ابـدمه
حـنه اضـلوعه عليه او گعد يمه يـشمه او عـن جبينه يمسح الدم
مصرع القاسم ابن الإمام الحسن المجتبى بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام)
قال في أسرار الشهادة: إن الحسين (ع) بعدما قتل أصحابه وأهل بيته أخذ ينادي: وا غربتاه، وا قلة ناصرا، أما من معين يعيننا؟ أما من ناصر
ينصرنا؟ أما من ذاب يذب عنا؟
فخرج القاسم وهو غلام لم يبلغ الحلم فلما نظر إليه الحسين (ع) اعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشي عليهما، فلما أفاقا طلب القاسم المبارزة فأبى الحسين (ع) فقال: يا عماه لا طاقة لي على البقاء، وأرى بني عمومتي وأخوتي محزرين، وأراك وحيدا فريدا.
فقال له الحسين (ع) يا ابنن أخي أنت الوديعة، فلم يزل القاسم يقبل يديه ورجليه فقال له عمه: يا ولدي أتمشي برجلك إلى الموت؟ فقال: وكيف يا عم وأنت بقيت بين الأعداء وحيدا فريدا لم تجد ناصرا ولا معينا، روحي لروحك الفداء، ونفسي لنفسك الوقاء. فأذن له الحسين (ع) ولكن قبل أن يبرز قال له: بني قاسم هلم إلي، فدنا منه القاسم فأخذه الحسين (ع) وشق أزياقه وقطع عمامته نصفين وأدلاها على وجهه، ثم ألبسه ثيابه على صورة الكفن وأرسله إلى البراز، فحمل على القوم وهو يقول:
إن تـنكروني فأنا نجل الحسن سـبط النبي المجتبى والمؤتمن
هـذا حـسينٌ كالأسير المرتهن بين أناس لا سقوا صوب المزن
يقول حميد بن مسلم: خرج إلينا القاسم بن الحسن وبيده سيفه ووجهه كفلقة قمر طالع، وعليه قميص وإزار، وفي رجليه نعلان. فبينما هو يقاتل إذ انقطع شسع نعله اليسرى، فوقف ليشدها فقال عمر بن سعد بن نفيل الأزدي: والله لأشدن عليه، وأثكلن به أمه فقلت: وما تريد بذلك؟ والله لو ضربني ما بسطت يدي، يكفيك هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب. قال: والله لأفعلن. فشد على الغلام فما ولى حتى ضرب الغلام بالسيف على رأسه، فوقع القاسم لوجهه وصاح: أدركني يا عماه، فأتاه الحسين (ع) وإذا بالغلام يفحص بيديه ورجليه:
نـادى حـسينا عـمه متشكيا بُـعدَ الوصال وقُربَ هجرٍ دائم
فـأتاه وهـو إذن يجود بنفسه ويفيض منه الجرح فيض غمائم
فقال الحسين (ع): عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يعينك فلا يغني عنك، بعدا لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة جدك وأبوك، هذا يوم والله كثر واتره وقل ناصره(2).
(نصاري)
بچه او نـاداه يـا جـاسم اشبيدي يـريت الـسيف گبلك حز وريدي
هـان الـكم تـخلوني اوحـيدي او عـلى اخيمي يعمي الگوم تفتر
يـعمي اشگالت امن الطبر روحك يـجاسم مـا تـراويني اجروحك
لـون ابگه يـعمي چنـت انوحك ابگلـب مثل الغضا وبدمع محمر
گعـد عنده او شافه ادمومه اتفوح او كل اكتار جمسه مجرحه اجروح
وهـو يرفس ايعالج نزعت الروح مـات او ظـل أبو اسكينه امحَّير
(بحر طويل)
يـا سـباح گلـبي او يا عزيز الروح لـفراگك دكـع عـيني دمـه مسفوح
ابها الساعه يعمي اعلى الثرى ومطروح يـشبيب يـمن مـا تـحصل امـثاله
گلـي اشعاجلك علموت يمچنه گبل ما تكبر او بالعرس تتهنه
يعمي الحسن عودك شعتذر منه وانـته اوديعته او سباح دلاله
(تخميس)
لمصابه اظلمَّ الصباح وفجره ولفقده اغبر النهار وعصره
والبدر بعد البدر كوِّر نوره يا كوكبا ما كان أقصر عمره
وكذا تكون كواكب الأسحار
ــــــــــــــ
(1) ـ شعراء القطيف ج1 ص151 علي المرهون.
(2) ـ الدمعة الساكبة ج4 ص315. معالي السبطين ج1 ص460. أسرار الشهادة للدربندي.