القصيدة: للشيخ هادي كاشف العطاء
ت1360هـ
ربعٌ محى الحدثان رسمه أجرى عليه الدهر حكمه
أوحـشتَ يا ربع الهدى ولبست بعد النور ظلمه
ولـقد أشـابت لـمتي نـوبٌ تـشيب كلَّ لُمّه
يـوم أبـيُّ الـضيم فيه أبـى الـمذلة والـمذمه
وسـقى الثرى بدم العدو واطـعم الـعقبان لحمه
وافـى لـعرصة كربلا من هاشم في خير غلمه
أقـمـار تـمٍ أسـفرت بدجى الخطوب المدلهمه
ولـيوث حربٍ صيرّت سمر العوالي اللدن أجمه
حـتى إذا نـزل القضا ء وانـفذ المقدور حتمه
نـهبتهم بـيض الضبا وتـقاسمتهم أيَّ قـسمه
يـا صـدمة الدين التي مـا مـثلها للدين صدمه
هـدّمت أركـان الهدى وثلمت في الإسلام ثلمه
قـتل الإمـامُ ابنُ الإما مِ أخـو الإمام أو الأئمه
مـا ذاق طعم الماءِ حتى صـار للأسياف طعمه
ملقىً على وجهِ الصعيد تدوس جردُ الخيل جسمه(1)
(مجردات)
يـحگلي لنوح الدهر كله للي انذبح ظامي اويه اهله
والماي ظامي او ما حصله لون الموت يسمعني لگله
خذني وأخوي احسين خله او لا عيشتي ابهاي المذله
(أبوذية)
أهـيس نار حدر الضلع وحسين ولا ساعه رحمني الدهر وحسين
يحيدر باجر امشي ابيسر واحسين يـظل فوگ الترب جسمه رميه
الإمام الصادق (ع) يتحدث عن فضائل شيعتهم
نقل عن الإمام الصادق (ق) انه قال: رحم الله شيعتنا انهم أوذوا فينا ولم نؤذ فيهم، شيعنا منا قد خلقوا من فاضل طينتنا، وعجنوا بنور ولايتنا، رضوا بنا أئمة، ورضينا بهم شيعة، يبكيهم ما أصابنا، ويحزنهم حزننا ويسرهم سرورنا، ونحن أيضا نتألم بتألمهم، ونطلع على أحوالهم، فهم معنا لا يفارقونا ولا نفارقهم، لأن مرجع العبد إلى سيده، ومعوله إلى مولاه فهم يهجرون من عادانا، ويجهرون بمدح من والانا، ويباعدون من آذانا اللهم ان شيعتنا منا ومضافون إلينا، فمن ذكر مصابنا وبكى لأجلنا أو تباكى استحى الله أن يعذبه بالنار(2).
وذكر في قرب الأسناد عن الأزدي، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال لفضيل: تجلسون وتحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك، قال: إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا، يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا(3).
أقول: وكيف لا نبكي على مصاب الحسين (ع) وأهل بيته وقد كان رسول الله (ص) يبكي بمجرد أن يرى الحسين!! لأنه يذكر ما سيجري عليه لذا فقد روي عن ابن عباس ان رسول الله (ص) كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن فلما رآن بكى ثم قال إلىّ إليّ يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه علي فخذه اليمني ثم أقبل الحسين فلما رآه بكى قم قال إليّ إليّ يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى وكان رسول الله (ص) في أواخر أيامه يبكي إذا رأى أحدا من أهل بيته كأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (ع) فإذا ما سألوه عن بكائه كان يقول: اني أتذكر ضربة علي على رأسه ولطم فاطمة خدها وطعن الحسن في فخذه والسم الذي يسقاه وقتل الحسين(4).
خطبٌ يُذيب من الصخور صلابها ويـزيل مـن شُمِّ الجبال هضابها
فـلو ان مـا قاسيت منه صادفت صـم الـصفا مـعشاره لاذابـها
أقول يا رسول الله ولكن لا يوم كيوم الحسين الذي ذبحوه من القفا وتركوا جثة في أرض كربلاء لم يوار جثمانه الثرى.
وكأني بزينب(ع):
(مجردات)
أخـبرك يجدي احسين ذبحوه وامـن الـقفا لـلراس حزوه
او من فوگ ظهر المهر ذبوه ولا راقـبوا جـده ولا بـوه
او راسه ابراس الرمح شالوه او صدره ابجرد الخيل رضوه
او حـتى الطفل ويلاه ذبحوه او شـربة اميه ابد ما اسگوه
(مجردات)
يـجدي العده خانوا بالحسين او خـلوه عاري ابغير تكفين
او سلبوا عگب عينه النساوين او حرگوا خيمهم والصواوين
(أبوذية)
الـمصيبة حـلت اعلينه وترها او چبدتي انگطع يا جدي وترها
يـريتك تـنظر اشبولك وترها غـدت مـرتع لحافر خيل اميه
(تخميس)
يـا مـيتا تـرك الألبابَ حائرةً تـناوشتهُ سـهامُ الـبغي راميةً
وأعظمُ الخطب في الإسلام داهيةً عـارٍ تـجول عليه الخيل عاديةً
حاكت له الريحُ ظافي مئزر وردا
ــــــــــــــ
(1) ـ أدب الطف ج9 ص223.
(2) ـ المنتخب ص262/263 الطريحي.
(3) ـ قرب الاسناد ص36 / البحار ج44، ص282.
(4) ـ وفاة الصيدقة ص58 للسيد عبد الرزاق المقرم.