القصيدة: للسيد ميرزا صالح القزويني الحلي الهنداوي
ت 1397هـ
وقـائلةٌ مـاذا الـقعودُ وفـي الحشا تـهلبُ نـارٍ جـمرها قـد تـسعرا
فـقم أنـت واضرب بالحسام وبالقنا وقُـدها أسـودا واملأ الأرض عثيرا
فـقـلت لـها والـدمع مـنها كـأنه سـحـائب فـوق الـوجنين تـحدّرا
فـو الله لا انجزتُ للصحب موعدي ولا أنـا جـردت الـحسام الـمذكرا
ولا عـرقت بـي عـصبةٌ هـاشميةٌ أسـودٌ بـيوم الرَوعِ والخطبُ قدعوا
هم الموقدون النار للحرب في الضحى كـما أوقـدوها في دجى الليل للقِرى
فـكم لـهمُ مـن طـعنة يسبق القضا مـداها وكم من ضربةٍ تقصم العرى
إلـى أن دهـى ما اعقب الدينَ وقعُه أسـىً وجرى حكم القضاء بما جرى
تـداعوا إلـى ورد الـمنون كـأنهم بـدور تـغشّاها الـخسوف فـغيرا
بـنفسي وآبـائي نفوسا قضت على ظـلماً ونـداها مـد مـجراه أبحرا
بـنفسي وآبـائي نـفوسا أبَـت لها جـفونٌ بـدار الـذل أن تقبل الكرى
بـنفسي رؤوسـا فـوق شاهقةِ القنا تُـعلى فـينحطّ الـعلى واهلي الذرا
وأعـظم خـطبٍ لـو يُصادفه الصفا لـذاب أسـىً مـن وقـعه وتـفجرا
عـقـائل آل الله تـستاقها الـعدا عـلى هُـزّلٍ قد انحلتها يد السرى
تـرى فـوق أطراف القنا لحماتها رؤوسـا كـامثال الكواكب نضّرا
وترنوا إلى أجسادها في ربى الثرى نُـبِذنَ عـلى رغـم المكارم بالعرا(1)
(نصاري)
هـاي الـما تـعرف الـسير والـبيد او مـا تـدري عـدوها الـيوم شيريد
ظـلـت بـس تـعيد الـنوح تـرديد مـشت واعـيونها اعله احسين تنظر
مـشوا بـيها الـعده الـكوفة الـكرار او راس احسين عالي اعله الرمح صار
او مـن طـبت او وصلت ذيچ الاديار اجـتـها الـنـاس واعـليها اتـفكر
غــدت مـتـحيره واتـدير بـالعين لا عـباس ظـل عـدها ولا احـسين
مـبـتليه ابـغـدّر نــاس نـذلـين عـليها مـا تـحن سـاعه او تـنغر
(أبوذية)
مـتدري اشـكثر يبني على البل دليل او هاذي ما چانت على البل
عگب ذاك الخدر اطلع على البل وعگب عباس يحدي الشمر بيه
وصايا الإمام جعفر الصادق (ع) إلى زوار الحسين (ع)
عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) أحدثه فدخل عليه ابنه فقال له: مرحبا وضعمه وقبله، وقال: حقر الله من حقركم، وانتقم ممن وتركم، وخذلكم، ولعن الله من قتلكم، وكان الله لكم وليا وحافظا وناصرا فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء.
ثم بكى وقال: يا أبا بصير أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة؟ فبكيت حين قالها، فما قدرت على النطق، وما قدرت على كلامي من البكاء ثم قام إلى المصلى يدعو، وخرجت من عنده على تلك الحال، فما انتفعت بطعام وما جاءني النوم، وأصبحت صائما وَجِلاً حتى أتيته، فلما رأيته قد سكن سكنت، وحمدت الله حيث لم ينزل بي عقوبة.
وعن عبد الملك بن مقرن عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا زرتم أبا عبد الله (ع) فالزموا الصمت إلا من خير، وان ملائكة الليل والنهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر، فتصافحهم فلا يجيبونها من شدة البكاء، فينتظرونهم حتى تزول الشمس، وحتى ينور الفجر، ثم يكلمونهم ويسألونهم عن أشياء من أمر السماء، فأما ما بين هذين الوقتين فانهم لا ينطقون ولا يفترون عن البكاء والدعاء.
وعن أبي عبد الله الصادق (ع) أيضا: أن الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة.
أقول وكيف لا تبكي ملائكة السماء وهم ينظرون إلى الحسين والشمر جالس على صدره.
لـهفي له والشمرُ يقطعُ رأسّه وخيولُهم تجري على أعضائه
والـمهرُ يـندبه ويَـلثمُ نحرَه ويقول عاري السرج في بيدائه
قُـتِلَ الحسينُ وهُتّكت نسوانُه وغـدا يُـباح المحتمى بحمائه
(نصاري)
هون فوگه يشمن دم الجروح لگنَّه ايعالج او محتار بالروح
بچت زينب او دمع العين مسفوح تگلــه يـاهو الـوصيته بـيه
بچت زيـنب او نـادتَّه يمهيوب دگلـي هليتامه اتروح يا صوب
يـخويه لـيش عفتونه فرد نوب او رحـتوا بالطبگ يهل الحميه
وأقول أيضا: وكيف لا تبكي ملائكة السماء وقد طيف برأس ابن فاطمة والنساء من آل محمد (ص) من بلد إلى بلد.
(أبوذية)
سـلتني كـربله يـا بوي والشام او هوه الدنيه علينه انگطع والشام
وجـهي مـن سـنا النيران وشّام او مـا تـدري السده والصار بيه
(تخميس)
غـدت ربةُ الاخدار ولهى اسيرةً تـقاذَفُها الـبيدا ضحىً وهجيرةً
وتـهتف بالحامي الجوار عشيرةً اترضى وأنت الثاقبُ العزم غيرةً
يـلاحظُها حـسرى القناعِ يزيد
ــــــــــــــ
(1) ـ البابليات ج2، ص149.